Saturday, July 12, 2008

عطشان والنيل في بلادي .....

كان حلما غريبا ، رأيتني أسير على هامش النهر .. كنت قريبة للغاية من مجراه ، وكان الماء رائقا يكاد لا يوصف سحره ، اخذت حفنة من الماء بين كفي .. شربت وغسلت وجهي وقلت له "انت يا نيل هو كل ما افتقده .. وحشتني " واتجهت الى الطائرة التي سوف تعيدني الى دبي ، كنت اتذكر للحلم مشهدا مشهدا وأنا افيق من نومي ، قال لي احمد " يبدو انك تحنين لمصر " في الواقع انا لا حن لمصر ، وهذا ما يعذبني

كان ينبغي ان اتحرق شوقا لمصر ، توحشني واوحشها .. كيف نمت كل هذه الجفوة بيننا ، لا يؤلمني الفراق ، بينما يميتني الجفاء

لا اعتبره حدثا عابرا ان يسألني سائقو التاكسي ان كنت هندية ، اشعر وكأن ملامحي قد انسلخت مني ، اتساءل كيف يحدث هذا وانا التي التي كان الناس يعرفون انني مصرية اينما حللت .. كنت اضحك دائما وأنا اشير لوجهي قائلة "فرعوني اصلي " ، يبدو انه لم يعد هكذا ، ويبدو انني خاصمت مصر وخاصمتني حتى انها سلبتني ملامحي

الم اقل لكم يميتني الجفاء

بين حين وآخر تتسلل مصر الى داخلي ، اشم فجأة رائحة شوارعها ، اسمع اصوات الشوارع ، وكأنها تحايلني وتذكرني بأيامي فيها ، وشوارع لطالما احببتها ، مرة اشعر وكأنني في شارع القصر العيني ، مرة أخرى اشعر وكأنني اسير في كل فوضى شارع زغلول في الهرم ، مرة ثالثة تداهمنى فوضى أكبر هي شارع الثلاثين بفيصل ، تذكرني مصر انني سرت في كل هذه الشوارع حاملة حلمي على كتفي .. .. كنت صغيرة وكنت اكبر شيئا فشئ .. بينما تبعد احلامي .. كنت في اوقات اشعر برأسي يحلق في سموات بلا حدود لا تعذبني الميكروباسات ولا احزن بفوضى الشوارع ولا يهزني تلك النقود القليلة في حقيبة يدي .. كانت يكفيني ان اشعر بأن لي حلم في القاهرة ، وكان يهمني كثيرا ان يكون حلمي في القاهرة ، كان القليل يكفيني ويسعدني ، حتى عز القليل من الحلم

في سنواتي الأخيرة في القاهرة دفعتني لأن اتحول الى ربة منزل عاملة تكافح كي تسير الايام

اما كان ينبغي ان يستمر لي خيط حلم في القاهرة

في الحقيقة افتقد النيل وافتقد الطعمية بالشطة وعصير القصب والمحشي بتاع امي وافتقد بنتا صغيرة كنتها كانت احلامها تكفي العالم .. مازلت احلم لكنني غيرت الخريطة .. اقول لمن يسألني الآن انني انتمي لأرض الله الواسعة ..

Thursday, June 26, 2008

الجنة


ليس هناك شيئا في هذه الدنيا اجمل من الكسل ، اتقلب في الفراش حتى الظهر ، تسعدني قيلولة الساعة العاشرة اكثر من اي شئ في هذا العالم ، ثمة شخص يقوم بأعمال التنظيف المنزلية ، اصحو من نومي اجد الشقة في انظف حالاتها ، احتسي قهوتي الثانية، احب ان تدخل الشمس من نافذتي فتملأ عالمي ، بينما اقضي انا يومي في تأمل الحياة ، سألعب مع ابنائي فلا انهرهم ، لن يكون هناك شيئا جادا نتشاجر حوله ، سنقضي يومنا نحكي الحواديت ونستمع للاغنيات ، ونرقص طربا
الكسل يا له من ساحر عظيم ، حتى لو لم اقض يومي في التأمل سأقضيه في انعاش ذاتي التي اتعبتها الحياة ، لدي الكثير
من الأشياء المبهجة التي يمكنني ان اقوم بها بعيدا عن الواجبات ، أشياءا تشبه الأيس كريم بالفراولة ، لو انني استطيع .. لصارت حياتي هي الجنة
اتفرغ لأنهل من عسلها وخمرها
لكن لا بد من عمل

Thursday, June 19, 2008

غربتي

انقضى الشهر الاول من حياتي في دبي ، لم ار من دبي سوى الشارع الذي يفصلني عن مول الامارات الشهير والذي اقطعه ابنتظام لزيارة المول والتبرك بالشراء ، زرت ايضا دبي ميديا سيتي ، بهرتني البنايات العملاقة التي ترصعها اسماء اكبر المؤسسات الاعلامية ، كما اذهلني ان دبي ميديا سيتي لست محمية بسور كشقيقتها مدينة الانتاج الاعلامي المصري ، سيجول بك التاكسي في ارجائها بلا تحفظ وبلا سؤال من رجال امن رابضين عند الباب عن تصريح الدخول والغرض من الزيارة ، في دبي يبدو انهم ادركوا الفارق بين العقلية الامنية والعقلية الاعلامية ويبدو ايضا انتصروا لصالح الاخيرة ، الفارق كبير بين مصر ودبي ، فمصر كبيرة لكنها محكومة بعقلية عسكري الدرك ودبي صغيرة لكنها محكومة بعقلية كبار المستثمرين ، حين اقول مستثمرين في دبي لا اعني تجار الاغذية الفاسدة ومحتكري الحديد ، وتجار الدم الفاسد والمستوزين رعاة مصالح شركاتهم ، في دبي يبدو ان كل شئ يحكمه القانون .. لا بأس اذن اذا كان القانون يحكمني ويحكم الآخرين .
في الحقيقة ليست دبي الجنة الا للمهمومين بشؤون البدن ، هنا يتابع الناس احدث انواع الحمية ، ويلهثون خلف الاغذية منخفضة الدهون ، رغم ان شراء كيلو من اللحم يبدو احيانا ارخص من شراء كيلو من الطماطم ، من عيوب دبي انك غالبا تعيش بلا هموم ، فتحصيل العيش متاح رغم ارتفاع الاسعار الرهيب ، شراء السيارة ليس بمعجزة ، حتى ازمات المرور التي تشتهر بها دبي يبدو انها لا شئ بجوار بقاءك يوما كاملا عالقا في سيارة على كورنيش المعادي .
من عيوب دبي انك لن تشغلك الديموقراطية ولا المشاركة ولا حقوق الانسان ، هي مفردات غائبة في المدينة الأشبه بموزاييك عالمي من البشر يهتمون فقط بالتشبع لاقصى درجة من الحياة الحلوة المتاحة : اذهب الى صالة التمارين الرياضية ، تسوق قدر ما تستطيع ، انتهز الفرص الدائمة للتخفيضات ، اقصد المول يوميا بهدف التمشية ، دع واجهات المحال تزغلل عيونك ببريقها ، لا تخف فتخمة الملابس لا تضر ، كل من خيرات الارض ، موز فلبيني ، تفاح من شيلي ، كرز لبناني ، زيت زيتون اسباني ، بصل هندي ، مكرونة ايطالية ، لحم نيوزلندي ... حلق في سماء المنتجات ،، فليست هناك سماء ابعد
اكتشفت كل هاذ وانا اشهد فيلم مملكة السماء الذي اذاعته احدى القنوات قبل ايام، كنت مازلت ابتسم ابتسامة بلهاء سعيدة براحتي في دبي ، فجأة برق الفيلم وهو يقول لي ان للحياة معاني اخرى .. تذكرت مصر ، والجامعة ، والمظاهرات ، والذين دخلوا وخرجوا من المعتقل ، تذكرت حارتنا القديمة ، شممت هواءها وشمسها الرائقة ، اشتقت لمصر ، ليست مصر التي غادرتها ولكن مصر التي عشت بها سنوات طوال ، ساهمت في تكويني : طيبتي وصلابتي ...
وانا اشاهد الفيلم كنت اترقب نتائج معركة حطين وكأنني لا اعرفها سلفا ، ووجدتني ابكي وانا ارانا ننتصر على الشاشة الامريكية ، سعدت وانا اسمع اللغة العربية على لسان ابطال الفيلم ، كم هي جميلة لغة المنتصرين ، خجلت من كوننا اليوم في دبي نتبرأ منها كي نثبت اننا جديرون بالسوق .
اختفت الشعرات القليلة البيضاء في مقدمة رأسي ، يبدو ان القاهرة شيبتني ، ويبدو اني قد اتعافى ... لكن ما الذي كان سيحدث لو ان مصر استعادت قليا من عذوبتها فطيبت المي ، عرفتها دائما بلادا طيبة الا في هذا العام الفائت حيث توحش اشرارها وانكسر الطيبون ، غادرت مصر وانا قلقة عليها .. يزداد قلقي كل يوم .. اتابع الانباء لعلي اجد خبرا يقربني .. يضع افاق لغربتي
وحشتوني كلكم لكنني بخير

Saturday, May 24, 2008

ايام المول

افتقد الرسائل التي كنت اكتبها لاحمد في الغياب ، الرسائل وسيلة رومانسية للتواصل .. والغياب له بعض المزايا ..في غيابه لم يكن احمد يراني وانا ملبوخة مع الولاد في تفاصيل الحياة اليومية .. بالامس انسدت ماسورة الصرف في المطبخ وانفجرت المياه في مطبخنا المفتوح على شقة صغيرة وانيقة .. كان المشهد مأسويا وشعرت بأنني جئت من القاهرة لافسد جماليات شقة دبي ، في الواقع يبدو ايضا ان الشقة الصغيرة والانيقة لم تكن تحتملني انا واولادي قادمين محملين بتراثنا القاهري في الفوضى ، شعر احمد بأني افسد حياته ، وشعرت انا بالظلم الفادح .. لم يكن ذنبي ان تنفجر الماسورة في وجههي وبت ليلتي باكية
انتعشت قليلا في الصباح بذهابي الى المول .. اشتريت خبزا لبنانيا ولحما نيوزلانديا وطماطم اماراتية وهكذا انتعشت
هكذا هي دبي .. او هكذا ما استطعت ان اراه منها حتى الآن .. اسكن بجوار المول وكلما اردت الخروج اصطحبت اولادي ووضعتهم في سلة التسوق وطفت بهم بين ملايين البضائع المنتمية لملايين الجنسيات
لكن رغم هذا لا اكره المدينة فلهوائها رائحة البحر .. وحرارة الجو لا تزعج امثالي الذين يحبون الصيف ، فقط ليس امامي متسع من الفرص للتجول ومعرفة المزيد من اسرارها وانا مصرية صبورة سأصبر حتى تمنحني بعضا من عطرها .
اما مصر فقد اوحشتني .. هذه الشوارع والبشر .. والضوضاء .. ورغم اني ادرك انني وكأنني في منتجع للاستشفاء من الام مصر .. احتاج لهدوء دبي .. ونظامها وأملها بحياة نظيفة وكريمة .. الا انني اختنق في اوقات عديدة وانا اقول لنفسي ساقضي الوقت بين مول ومول .. وقد انقضى عهد تمشيات فيصل والهرم وزحام المهندسين ووجوه المصريين المطحونة التي تركت في قلبي مرارة ما قبل الرحيل.
. .

Wednesday, May 21, 2008

الرجل الباكستاني


انا الآن في دبي ، اقابل بشرا من كل بقاع الأرض ، ملامح آسيوية وأوربية وافريقية ، بشرا ودودين يبتسمون في ود .. يسألني الناس .. هل انت اماراتية فأرد بملء الفم i,m egyptian

لكن حمزة يظل يسألني طوال اليوم : لماذا خلقنا الله مصريين ؟؟ فقد اعجبته دبي كثيرا واتغير من اول تي شيرت .. نقضي الامسيات نسمع الشيخ امام .. نذهب للمول .. نتسوق .. تأتي مصر تحت لافنة "فاصوليا مصرية " برتقال مصري " " ارز مصري " اشترت ارزا مصريا بحنين بالغ ... في الحقيقة كنت أغار من الهنود والأسيويين الذين ملأوا بأنماطهم وثقافتهم الغذائية كل ارجاء الحياة .. حتى الانجليزية هنا تحولت لانجليزية هندية تسمعها دائما من افواه السائقين .

اكثر ما اشتقت اليه في القاهرة سائقي التاكسي الذين كانوا يملأونني بحكاياتهم .. يظلون يحكون لك عن ابنائهم ومشاكلهم وأزمة المرور ورغيف الخبز ، هنا لا احد يحكي .. واخاف ان افتقد الحكايات

الرجل الباكستاني الذي جاء اليوم لتركيب خط الانترنت هو اول من تبادل معي الحكايات .. اخبرني عن ابنائه الذين يعملون في دبي واحفاده الذين في باكستان، امتد الحوار ليشمل اسامة بن لادن وامريكا.. ، كنت سعيدة جدا بجملي الانجليزية القليلة معه ..ثم اخذت افكر ان لهذا الرجل وجها آخر ، لابد وأنه يصير رجلا آخر وهو يحكي بلغته الباكستانية مع اولاده واحفاده .. هل أرى وجوها حقيقية ؟؟؟ هل سأظل احكي قصصا عن بشر وأماكن تستحق ان تحكى ؟؟ لنر معا ما سيملأ جعبة الحكايات في الأيام القادمة


Saturday, April 26, 2008

ناموسة ترفع الرايات البيضا : انها انا


انها علامات الشيخوخة غالبا ، أشعر أن كل الاشياء تتساوى .. تحدث او لا تحدث ، لم اعد أرغب في أن ادخل معارك ، ولم اعد اؤمن ان ايدينا الصغيرة قد تصلح امور الكون الكبيرة ، اعتقدت ان الحياة مثل جاكتة سمير غانم في مسرحية المتزوجون ..تنجح في اصلاح الجاكيت فيضرب منك البنطلون، لماذا اذن تزعج نفسك باصلاح الجاكيت ؟ اتركه لحاله ووفر مجهودك .. .
"اي شئ " هذه الجملة هي شعار المرحلة ، أي شئ بلا اكتراث ولا تذوق ولا اختيار .. صرت أفاخر بأنني آكل اي شئ بدءا من البصارة وحتى البط على الطريقة الفرنسية .. ترضى عني حماتي وأمي والجارات .. ابدو غير قادرة على خلق المشاكل ولا راغبة فيها بالطبع .. ابدو كائنا لقطة لأن اصبح في الجوار .. لن اسبب مشاكل وربما لن تشعر بوجودي اساسا ، لكني لم اعد الكائن الأنسب كي تحبه فيعطي من روحه طعما لحياتك . .
اتذكر الآن زوجة عمي حينما كانت تمتدحني وأنا صغيرة فتقول عني اني مثل الناموسة .. كنت استغرب الأمر وادركت انها كانت تقول هذا لفرط هدوئي .. كان الجيران كذلك يحبونني كثيرا لأني لا العب في الشارع ولا اصادق فتيات الحارة .. كانوا يعتقدون اني خلقت كي أذاكر فحسب ، أؤدي واجبي ، وكان هذا هو الشخص المثالي حسب وصفة مسلسلات التلفزيون ، والحمد لله اني لم اكن اسير على كتالوج المسلسلات وقتها ، كنت اخدعهم جميعا وأحظى بحياة صاخبة بعيدا جدا .. في المدرسة أو الجامعة ... مظاهرات وندوات ومعارك واصدقاء وصديقات ولسان فالت وصوت عالي ومحبون واعداء وامنيات وخوف ورجاء .. كان كل ما يصنع الحياة موجودا داخلي .. كنت ناصرية ولم يعد باقي من ذاكرتي من الناصرية الا ما يتعلق بقدرة الارادة الانسانية على التغيير .. والتجربة والخطأ ..اين ذهبت ارادتي اذن ؟
في كثير من الأحيان كنت ارى البشر يتنافسون ويتصارعون ويتآذون فاستغرب واتساءل لماذا يفعلون هذا ؟ ايةمكاسب سيحصدونها وأظل اردد لنفسي : انا مت ولا وصلت للفلسفة ؟ في الحقيقة انا مت فعلا .. وتحججت بالفلسفة
كنت اقول لنفسي انني أزهد في هذه المكاسب الصغيرة، واترفع عن المعارك التافهة .. وفي الحقيقة كنت اتكاسل حتى أن أسأل نفسي عما اريد وعما احب ، اية موسيقى ستبهجني ؟ اي كتب افضلها للقراءة ؟ اي الوان اختار واي ملابس ، كان خاطرا واحدا يلح علي : انا احب اللون الابيض ..لم افكر كثيرا في ان الابيض هو لون راية الاستسلام ، ولون الكفن ..
اعتقدت طويلا ان الامر انما ينم عن سلام النفس وصفائها لكنه في الواقع كان يشير لموت شئ ما داخلي .. تلك القدرة على ان أرفع صوتي .. اردد الهتاف في المظاهرات.. اتشاجر مع العساكر .. اجبر العالم على ان يستمع لارادتي ..
وصار الشئ الوحيد الذي اتمناه بقوة هو وجود مكان شاسع واتمكن من الركض فيه الى مالا نهاية .. صارت الدموع تطفر من عيني كلما شاهدت فيلم فورست غامب .
كنت اشعر بالدهشة وانا اسمع صديقة لي تصفني مؤخرا بالمقاتلة ؟؟ لم اعلق ، ولكني كنت اظل طيلة اليوم اتسائل هل كنت حقا مقاتلة ؟؟ اعرف انني كنت مقاتلة وصلبة ودؤوبة وشجاعة

ماذا حدث اذن ؟؟

لا اعلم


.........


اكتشفت قبل ايام قليلة اني سأتم في الاشهر القادمة عامي الخامس والثلاثين ، سألت نفسي وكأني افيق
-في أي عام نحن ؟
- 2008

-اذن عليكي ان تكفي عن استخدام الرقم 34

صرت اضبط نفسي احدق في المرايا كلما واجهتني ، أتأمل وجهي

اتعرف اليه من جديد .. لم يعد وجه فتاة في العشرينات من عمرها .. صار وجه امرأة في الخامسة والثلاثين

اما لثلاثة ابناء وزوج

تخجل ان تهتف في المظاهرات أوتتشاجر مع العساكر

Sunday, April 13, 2008

شارع العشرين .. فيصل .. فيصل

وجدتني هكذا ادخل شارع العشرين في قلب فيصل ، كنت قد سرت كثيرا جدا ، من اول شارع الهرم ، احب المشي كثيرا واعتبره فرصتي الكبرى للتأمل ، احب كذلك أن تكون تمشيتي في شوارع يقطنها البشر .. لذا ربما صرت احب ان اتمشى في فيصل تحديدا مؤخرا ، مفيش بشر اكتر من كده، حينما وجدتني ادخل شارع العشرين أدركت انني لا احب المشي كي أتأمل احوال الناس فحسب ، لكن كي أتأمل حكايتي ايضا ، هنا شارع العشرين وهنا عشت اربع سنوات تقريبا ، كل هذا الزحام ، كل هذه الفوضى ؟؟ ترى هل اشتقت اليها ؟
حينما سكنا فيصل اول مرة كانت الشقة التي استأجرناها في منطقة حسن محمد ولكن التاكسي الذي استأجرناه وحملنا به بعض ما اشتريناه من لوازم الزواج اصر ان يقطع بنا الرحلة عبر شارع العشرين ، لم نعترض ، لم نكن نعرف كثيرا عن زحام العشرين وميكروباساته التي ليس لها قانون ، وظل السائق طوال الرحلة يحدثنا عن حلمه بامتلاك شقة في العشرين .
الشارع كما هو تماما ، نفس البشر ، نفس الميكروباسات ، نفس الزحام ، المالكي ، محلات الدهب ، بواقي التصدير ، اين ذهب حسام ؟ كان يجلس هنا يستذكر دروسه وهو يبيع الفاكهة ، كنت استجدعه كثيرا ، لعله قد جبر (انهى البيع والشراء ) وعاد لبيته محملا برزق يومه وكتبه واقلامه ، اثنين فقط من معالم الشارع هي التي تغيرت : محل الاسماك الذي كان على اول الشارع تحول لمحل كشري ، وامامه تحول محل كان لبيع الخردوات والملابس لمحل عطارة جديد وغريب ، على واجهته كتب انه فرع لاحد المحلات بالسعودية وبالداخل ادركت انه سعودي المال والثقافة ، كانت العطارة التقليدية كالزعتر والبردقوش ورجل الاسد والمريمية تباع جنبا الى جنب مع احدث مواد التجميل التي تطالعنا اعلاناتها يوميا على قناة ام بي سي .. هنا زيت الزيتون والحناء الى جانب جي اي كازانوفا وانتينسف كار ودابر املا باسعار غير التي اعتدنا عليها في مصر ، اشتريت حناء وسألت عن مادة جديدة في العطارة وجدتها في مدخل المحل : اسمها دم الاخوين ، كانت حمراء وتشبه الشعاب المرجانية وقال لي البائع انها تستخدم لوقف النزيف.
بالقرب من محل العطارة كان يقف بائعا للورد ، كان جديدا ، وكان غريبا ان يشترى الناس ورودا في هذا الجو الهيستيري من الزحام والفوضى ، كانت ميكروباسات الفولكس تدعو المارة واحدا واحدا للدخول الى قلب العشرين ، لكني مشيت قليلا ، هنا كنت اصطحب حمزة في تمشيات ليس لها هدف .. سوى ان نتمشى وربما نشرب كوب عصير قصب ولا مانع من التسوق له بشراء بعض التيشرتات القطنية ، كان البائع يعرفه جيدا .. لكن باسم غير اسمه ، كان يسميه زكريا وكنت احب هذا كثيرا فزكريا اسم كحمزة فيه من التاريخ وله قصة .. ويحبه الله .
لم اجرؤ ان اخطو خطوات اكثر باتجاه شقتنا القديمة ، خشيت على قلبي ان تلمسه الاحزان ، كانت شقة لطيفة .. احببتها حقا وانجبت فيها حمزة ونور ، وحلمت احلاما لم استطع تحقيقها بعد . الله كريم .
عدت ادراجي ، اشتريت لحمزة قلة ، وكان يسألني عن القلل ، كلما غنينا معا "البحر بيضحك ليه وانا نازلة اتدلع املا القلل " واشتريت له ايضا فولا اخضر وظل يسألني كثيرا " هو الفول ممكن يبقى اخضر ؟؟ قلت له : نعم في مصر واسمه فول حراتي ، اريده ان يعرف مصر جيدا .
..
عدت لمآواي الأخير ، شارع النادي الرياضي .. حيث الهدوء ، كانت ما تزال اصوات شارع العشرين ترن بأذني كسارينة الدورية الراكبة .. اشتقت كثيرا للبيت ولكوب من الشاي بالنعناع كالذي كنا نشربه كل ليلة انا واحمد .. اشتقت لاحمد كثيرا جدا .

Monday, April 7, 2008

مقترحات ارجو فهمها للحوار



لا اعرف فعلا هل نجح الاضراب ام لا ، لا استطيع ان ارفع رايات النصر كما يفعل المدونون الآخرون ، ولا استطيع ان أردد كلام الحكومة في أن الاضراب فشل ، ويبدو انني سأظل بين هذا وذاك .. هي منطقة وسطى لا احبها كثيرا .. لكني مضطرة ابقى بها ان كانت منطقة تنيرها الحقيقة حسب اعتقادي


قبل سنوات كنت انتمي للحركة السياسية .. كنا نصدق ما نفعله والناس لا يصدقون ، انهم لا يروننا


واعتقد هكذا الحال الآن الا قليلا


لم يضرب الموظفون ولم يتوقفوا عن الذهاب لمكاتبهم وهذا دائما هو حال الموظفين .. انهم قدر مصر وآفتها ، الموظف لا يخالف امرا لرئيسه ويخشى على القروش القليلة التي تأتيه من الحكومة حتى لو تكفه عيش حاف


المظاهرات اقلقت الدولة وارعبت الداخلية التي حولت البلد لثكنة عسكرية وهذا يحسب ضمن نجاح الاضراب لكنه ليس كافيا الا اذا اردنا ان نلعب مع الحكومة لعبة القط والفار وهي لعبة يحبها الكثيرون في مصر .. مثيرة ولطيفة .. ولا تؤذي احدا في الحقيقة لا تؤذي الدولة ولا المعارضة



ولا اعرف فعلا لماذا لم يدخل الاخوان اللعبة لأنهم وحسب ما يرددونه دائما عن قوتهم فهم قادرون على تحويل اللعبة لحقيقة قد تنتهي بوصولهم للسلطة .. وخلاصهم من البهدلة في المحاكم العسكرية ، لا اعرف ماذا كانوا سيخسرون أكثر ، كان موقفهم مخذيا وقد حزنت وأنا أرى شخصيات احترمها كعصام العريان وعبد المنعم ابو الفتوح تردد أكاذيب للتبرير في البرامج التلفزيونية


نأتي مرة اخرى للسؤال الصعب هل نجح الاضراب ام لا ؟ طيب ماذا كان هدف الاضراب ؟


الاحتجاج .. قد حدث فعلا


اكثر من ذلك لم يحدث وهو ما نحتاج أن يكون نصب اعيننا اذا كان قرارنا ان نواصل (وانا لست ضد ذلك اطلاقا) يوم 4 مايو


اننا نحتاج ايضا ان تتشكل لجنة لادارة الاضراب تنسق بين اطرافه، تحدد اهدافه ، تتحاور مع من يركبون دماغهم لعل وعسى ننجح في ان نفعل شيئا


أقول هذا وانا اعلم انه من الممكن ان نفعل هذا الشئ .. وأن مصر تحتاج هذا الشئ مصر تحتاج اضرابا وعصيانا مدنيا وتغييرا يحتاج نفس طويل وتخطيط وصبر.. فقط علينا ان نستطيع الابصار


لا اريد ان اكون منظرة .. لكن لا يسئ احد فهمي ارجوكم انا لست ضد الاضراب ولا الاحتجاج .. انا فقط اريد ان تكون حركة منظمة وهذا ليس عيبا


Monday, March 31, 2008

خواطر قبل الاضراب



"انه مجرد اضراب"

هكذا يجب أن نرى ما سيحدث يوم 6 أبريل .. انه ليس عصيان مدني ولا ثورة شعبية

ولا اعتقد أن مبارك سيسقط يوم 6 ابريل

اتمنى وتتمنون ان يسقط .. ولكن ما نيل المطالب بالتمني يا شعب مصر

هو اضراب إذن .. ما هو هدفه؟؟

قرأت الكثير من الرسائل الالكترونية تدعوني للاضراب والانخراط في حركة الشعب

.. لكن ما هي حركة الشعب

تتحرك في اتجاه ؟

ما هو مطلبنا؟

من اجل الوقوف ضد الغلاء ، أجور عادلة ، تعليم جيد ، وقف التعذيب

هذه من وجهة نظري هي الاسباب التي فجرت الدعوة للاضراب وليست اهدافه

اهداف الاضراب ينبغي ان تكون نقطة تنفيذية محددة .. أقول لكم تعالوا ندعو لاسقاط حكومة نظيف

هدف واحد محدد وجميل ويمكن ان يكون هو محور صراعنا مع النظام


طيب .. مبارك سيرفض بعناده المشهور

ماذا سنفعل بعدها ؟

علينا ان نكون محددين .. ومخططين ... لقد قرأت جملة ضايقتني كثيرا في احد دعوات الاضراب

"اننا سنستمر في الاضراب والاحتجاج فيما بعد 6 أبريل حتى ينصاع صانعو القرار في مصر لارادة شعب مصر "

طيب .. إذن هو اضراب لاجل غير مسمى

وهذا غير منطقي ولن يجد نفسا طويلا من الجموع لتمارسه

ثم ما هي ارادة شعب مصر التي تطالبوا صانع القرار بتبنيها ؟

أن يرحل مبارك؟

إذن فقد بدانا بالأصعب ومبارك لن يتحول لملاك فجأة فينصاع لارادة شعب مصر ويحمل عصاه ويرحل

هو يدرك حقيقة اننا شعب يتيم .. ليس ليه حركة سياسية وليس لديه بدائل تحل محله

إذن لنكن واقعيين .. خطوة .. خطوة .. نعرف كيف نتحرك والى اين تذهب بنا كل خطوة

ونعرف اننا مازلنا ننتظر جولة جديدة مع مبارك .. سيكون موعدها اما عند الانتخابات الرئيسية المقبلة ، او الانتخابات النيابية المقبلة ، او عند موت مبارك

وعلينا ان نستعد بأن يكون لدينا بديل وطني يستطيع الناس ان يتجمعوا حوله

اذن 6 ابريل هو :

اضراب يوم واحد سنختبر فيه ان كان حقيقيا انه اضراب رواد النت كما يعتقد البعض أم انه اضراب شعبي

اضراب يوم واحد للتجربة على امكانيات الاضراب عندنا

ولو قدر لنا سنعود لبيوتنا لنعود مرة أخرى ربما بعد شهر .. أسبوع .. حسبما نحدد لنواصل ضغوطنا وينضم الينا ناس جديدة
وارجو ان نحدد مطلبا لنتباه وليكن تغيير حكومة احمد نظيف
اعرف مثلكم انه مجرد اراجوز .. ليس له سلطات .. لكن اذا حدث ونجحنا في اسقاطه .. فها قد نجحنا .. في مسألة صراع الارادات

مصر تحتاج حركتنا وشجاعتنا في 6 ابريل ، وتحتاج كذلك ان نتحلى ببعض الدأب مع بعض النفس الطويل .. والاصرار والصبر





Wednesday, March 26, 2008

بلد المحبوب


يملأني حزن غريب هذه الليلة ، احتسيت قهوة المساء ، واخذت ابحث عن أغنية السهرة ، افعل هذا كل ليلة تقريبا منذ سفر أحمد ، لم اختر اغنيات لانغام ولا لفيروز .. انها ام كلثوم .. انها "على بلد المحبوب" ... انها مصر.. تحضرني روحها الليلة واريد ان اشكو لها وتواسيني .. . مصر ، ماذا يحدث بيننا ؟؟

استعد للسفر الي دبي .. حياة جديدة .. هناك صار يعيش زوجي .. هناك ربما نجد حياة افضل لاولادنا .. ومن هناك يهاتفني احمد كل يومين يبلغني بقرار العودة لمصر .. يناقشني .. ندور في نفس الاسئلة .. نظل كمن يقطف اوراق الورد بحثا عن الاجابات : مصر .. دبي ... دبي .. مصر .. دبي .. دبي ... الحياة صعبة هنا قوي .. وعلينا ان نكون واقعيين .. تنتهي المكالمة .

انا اهرب من الحياة في القاهرة .. ليس تحديدا .. بل اهرب من صعوبات حياتي في القاهرة .. بتعبير اكثر دقة : صرت اخشى على اولادي من القاهرة .. ليس علي ان اخاطر بمستقبلهم .. انه السفر .. لعلها الورقة الأخيرة :دبي ، على بركة الله

تستحق مصر الا يهرب ابناؤها ، ويستحق ابناؤها ألا تعذبهم ..صارت المعادلة صعبة والدومينو مقفولة .. وانا صرت كلما سمعت اسم مصر يقشعر بدني

مصر حين تأتي في نشرة الأخبار تأتي كأميرة خطفها اللصوص : من يصدق ان مصر يمثلها في القمة العربية مفيد شهاب ؟؟ ولا على رأيكم ... يمكن يعرف يتكلم في السياسة احسن من حسني مبارك ، ومصر قامتها اكبر من هذا وذاك

ومصر في الشارع تبدو كطفلة من أطفال الشوارع لم تجد من يمشط لها شعرها الاسود ، ولا من يغسل عنها قذارة النوم ، على الارصفة .. تبحث عن رغيف فلا تجده .. اية قسوة هذه يا قاهرة ؟؟

مصر متعبة في مكاتب الموظفين ، مكدسة في فصول التلاميذ ، متشيئة كقطعة موبيليا يورثها رجل خرف لابنه الأخرق ، وهي مصر التي هزمت نابليون وغيرت الاسكندر ... مصر تستحق افضل من ذلك

يفرح قلبي كلما أتتني رسائل من أصدقائي تدعوني لاضراب 6 ابريل ، اقول في نفسي : ممكن ؟؟ آه بتحصل .. ليس معقولا أن يعيش مبارك بلا نهاية ... وان عاش عمرا طويلا فليس منطقيا ان يفسد لنا ما تبقى من اعمارنا القصيرة .. اتذكر انه مرت أيام كثيرة ظننا فيها ان النظام على وشك السقوط .. ولم يسقط .. في كل مرة كان يزيد أملنا .. يصير مبارك أكثر ضعفا .. تبدو شيخوخته بادية أكثر .. تتسع مساحة كراهية الناس له ولا يسقط .. في الحقيقة نحن الذين لم نمد يدنا لندفع بقليل من القوة .. ربما نكون راهنا على السقوط الذاتي .. بس ركلة قدم واحدة ومصر هتجيب جون ..

يوم 6 ابريل سيجرب الناس الاضراب : بروفة العصيان المدني .. هذا ما تستحقه مصر

فمازالت لدي احلام هنا ... والله .. هاسافر يا مصر وكل احلامي اني ارجع هنا وما اطولش الغيبة .

Monday, March 24, 2008

الحق في المرض


"الحق في المرض" نعم هذه هي نظريتي الجديدة واليكم بالتفاصيل

بالأمس ارتفعت درجة حرارتي ، تضخمت اللوز ، آلام روماتيزمية حادة وكأن منشار ثلاثي الأبعاد يعزف موسيقى الانتصار على شخصي الضعيف

لكن ورغم كل هذا استشعرت احساسا شريرا بالسعادة بهذه الوعكة الصحية الطارئة

البقاء في الفراش ليوم كامل ، التعرق وكأنني في حمام ساونا مجاني ، تعاطف من أحبهم واحساسي بخوفهم علي ، حنان الأم ويا سلام على حنان الأم متمثلا في طبق شوربة ساخنة بالليمون ،

الوعكات الصحية : لحظات نادرة لا تعوض

اتذكر بعد ولادتي لابني البكري حمزة داهمني دور شرير : صداع وغثيان .. والأسوأ من هذا وذاك هاجس ظل يلح علي طوال الليل يقول لي "لو انا تعبت من سوف يعتني بحمزة" لم انم ليلتها ليس بفعل الصداع ولكن بفعل هذا الهاجس ، ومن يومها وأنا اعتبر الحق في المرض مطلبا انسانيا عادلا بشرط أن تكون الوعكة خفيفة :دور برد ، لوز ، صداع ، سخونة ، وكفانا الله شر انفلونزا الطيور واخواتها

بالأمس صممت سارة ألا تترك لي فرصة لاستمتع بوعكتي .. وأن أمارس أحد أهم طقوس المرض : كوب من الليمون الساخن بالعسل تدخل بعده تحت البطانية وتدع مقاومتك الداخلية تحارب المرض وانت متفرغ للهلوسات ..

سارة جالها مزاج تسهر حتى ساعات الصباح الاولى ..لا وايه عاوزة حد يلاعبها ...

في الصباح تقمص حمزة ونور أدوار دكاترة .. وهات يا فحص وتفعيص فيا .. ويكتبوا لي وصفات طبية ... وروشتات تحتوى على اسماء ادوية من وحي خيالهم

اعتقد أن وصفات حمزة ونور ساهمت في تحسن حالتي كثيرا وشكرا شكرا لشوربة الماما

Saturday, March 22, 2008

يا كل عشاق الصيف :ها قد بدأت الحياة






الصيف بدأ ، بالأمس داهمتني رائحة الفراولة وأنا أسير في الشارع ، كانت هي أولى لحظات الصيف بالنسبة لي ، كدت أرقص صربا ، لكني عبرت عن فرحتي بخطوة سريعة أشعر معها أنني احتضن الهواء وانا آخذ نفسا عميقا ، أحب الصيف ، هو فصلي المفضل ولا عزاء للرومانسيين عشاق الشتاء ، فالصيف هو ملك الألوان وزمن الشمس المشرقة ، وهو يناسب جدا عشاق الروايات الواقعية ، إذ انك تشعر معه بإيقاع الحياة بشكل لا تجده في أي من الفصول الأخرى ، هو كذلك فصل النهار الطويل ، لن تشعر أبدا فيه أن عمرك سينتهي سريعا ، وهو فصل الفاكهة : عنب ، بطيخ ، خوخ ، شمام، أحمدك يا رب ، هو فصل يشبه مصر ، دافئ وقاسي وفوضوي ولذيذ وزحمة ، ربما لهذا مصر لا تنام في الصيف ، تجعل منه مهرجانا كبيرا ، الصيف أيضا هو الفصل الذي يناسب الأمهات ، حيث لا خوف من نزلات البرد على الأبناء ، في الصيف تتكامل كل عناصر الطبيعة حين تهب نسمة باردة في ساعة عصرية أو تلمس قدميك البحر في المصيف ، الصيف كذلك هو فصل البشرة السمراء ، وهو فصل الأجازات ، والملابس القطنية الخفيفة .. الصيف بدأ ومعه الحياة ...

Sunday, March 16, 2008

أشياء البهجة .. الصغيرة


كنت مكتئبة جدا
بس خلاص انا زي الفل
حاجات كتير فرحتني
حتى وانا في عز الاكتئاب كان مجلس الحرب اللي عقدناه انا وفاطمة خير ودعاء الشامي من الحاجات اللي بسطتني قوي
ومع ان خطة الحرب لم تنجح
طبعا كالعادة بسببي انا
بس يكفينا التمثيل المشرف
واحساسي ان جنبي صديقات زعلوا قوي لما سمعوا صوتي حزين وجم جري للدعم والارشاد
حتى اغنية انغام اللي باسمعها من يومين بتبهجني رغم حزنها
ورغم انها بتعلم قلبي يرضى بقليله
النهاردة خرجت وشفت الشارع
كنت مفتقدة نسمة الربيع
وهاتجنن كل يوم وانا حاسة اني محبوسة والجو حلو كده
خرجت مع حمزة ونور ومحمد اخويا
ونجحت أخيرا اعمل شعر نور كيرلي
وكنت مبسوطة بيها قوي
حتى وهي بتقول لي عاوزة تتجوز رشدي
اللي هو احمد حلمي في فيلم "جعلتني مجرما"
فرحت قوي .. البنت كبرت
وقعدت اضربها بالمخدات
ماكنتش عاوزة اقولها اننا كمان بحب احمد حلمي لتسوق فيها
كفاية حمزة وحكاياته مع نانسي عجرم
اتبسطت كمان ان حمزة انتصر اخيرا في معركة القمصان
حمزة من 9 شهور مقرر ما يلبس تيشرتات
وبعد مقاوحة مني في كل مرة استسلمت
واتعلمت منه ضرورة ان ادافع عن خياراتي.. بصلابة
كمان لما شفت صورة سارة النهاردة حسيت ان واحد من احلامي بيتحقق
ان يكون عندي بنت شبه البنت بتاعة عائلة زيزي
وكمان اشتريت لنفسي هدية عيد الأم
واكتشفت ان لسه فيه حاجات ممكن تسعدني
حاجات صغيرة وهاعملها
وحاجات كبيرة وبرضه هاعملها
ان شاء الله

Thursday, March 6, 2008

اسئلة حول موضع القدم


غزة تدك ويقتل اطفالها الرضع ويوصف حالها بأنه الأسوأ منذ يونيو /حزيران 1967 ،، في نفس اللحظة كانت المدمرة كول ترابط أمام السواحل اللبنانية ،،، ولبنان تحتفل في يوم واحد بشهيدين على طرفي الخصومة : الحريري وعماد مغنية ،، واسرائيل تترقب ردا على اغتيالها عماد مغنية في دمشق .. قيل ان الرد سوف يتم قبل يوم 23 مارس .. أما في 29 مارس فسوف تشهد دمشق نفسها قمة عربية .. اعلن اللبنانيون اليوم انهم سوف يحضرونها لكن لا احد يعلم من سيحضر .. فلبنان بلا رئيس والاسرائليون بعدما انتهوا من غزة يستعدون للجبهة اللبنانية السورية. ...غزة تدك ويقتل اطفالها الرضع ومصر تبني جدارا عازلا حول غزة والجدار لمن لا يعرف هو فكرة لوزير الدفاع المنهزم عمير بيرتس تحدث عنها قبل عامين وعمير بيرتس لمن لا يعرف هو وزير دفاع اسرائيل الذي هزمه حزب الله فاستقال بينما ينفذ افكاره عمال مصريون يبنون جدارا عازلا جديدا لتطويق الفلسطينيين... في هذه الاثناء يلقي حرس الحدود القبض على ثلاث سودانيين يتسللون عبر الحدود المصرية فرارا الى اسرائيل ومصر نفسها هي التي فازت على السودان في مباراة كأس الأمم فاصبح تأمين شروط احتراف حارس المرمى الحضري من اولويات الرئيس ... الرئيس لم يفكر كثيرا في انه على مرمى حجر من ارض مصر فإن غزة تدك .. ويقتل اطفالها الرضع ويوصف حالها بأنه الأسوأ منذ يونية 67 وفي يونية 67 هزمت مصر لكن هزيمتها آنذاك كانت ارحم كثيرا من هزيمتها اليوم

هل ادركت بعد انها الحرب ..كل هذه الفوضى ما هي الا ملامح حرب .. استعرت وتريد غالبا ومغلوبا ، لكن وكأنها رقعة شطرنج يلعب جنودا بيضا في صالح الفريق الاسود أما الملك الأسود فإنه عميل للفريق الأبيض .. قواعد ملخبطة تثبت فعلا ان الحرب خدعة .. فإذا كنت تقف على الرقعة فانظر حولك جيدا وحاول ان تدرك اين تقف ومن أين تأتيك الضربة وان لم تكن قد اخترت موقعك فوق الرقعة اسأل نفسك .. هل تخاف الحرب؟؟

قبل ان تجب عد وأسأل نفسك هل جربت طعم الهزيمة ؟؟ أساعدك على الاجابة .. نعم .. متى ؟؟ يوم سقوط بغداد.. كنت تجلس على الاريكة تشاهد قناة الجزيرة .. تداعب يدك الريموت كنترول تتنقل ما بين الجزيرة والعربية وابو ظبي .. تسأل نفسك هل أنزل للمظاهرة ام اواصل المشاهدة .. هل خفت ان تفوتك لقطة؟ .. نزلت للمظاهرة لا تعرف ماذا تقول .. اي هتاف تستخدمه .. ماذا تفيد المظاهرة أمام اسلحة تقتل العراقيين وكأنهم ذباب يقتله رشاش بيروسول .. كنت واثقا من الهزيمة ..لكن في لحظة ما صدقت ان النصر ممكن .. هل خدعتك ام قصر .. ام خدعتك تصريحات الصحاف .. لا يهم .. اتى يوم 9 ابريل سريعا وسقطت بغداد .. وذقت طعم الهزيمة وانت الذي لم تولد قبل يونيو النكسة هل تأكدت ان الهزيمة قدرك قلت لنفسك .. لو انني ما صدقت ان النصر ممكن .. هل كانت الهزيمة ستكون بكل هذه المرارة وبكيت

كان هذا شعورك المؤكد هذه المرة وانت تشاهد الجزيرة أو العربية (خرجت ابو ظبي من المنافسة) .. الحرب هذه المرة على الأرض اللبنانية وكانت التي تدك هي الضاحية الجنوبية لبيروت ، كان الدمار مريعا وكنت واثقا من الهزيمة .. تعاطفت مع الشيخ حسن نصر الله ولكن لم تصدق ان النصر ممكن تعلقت بكلمة مستحيل الى ان فاجأك الاسرائيليون بانسحابهم.. معلنين فشلهم في تحقيق اهدافهم على الاراضي اللبنانية .. هل ترددت في تذوق طعم النصر؟ .. رغم ما اكده لك تقرير فينوجراد؟ ...لم تفعل الا ان تشتري الدستور لتحصل على بوستر حسن نصر الله .. تعلقه على احدى الحوائط بجوار صورة قديمة لعبد الناصر

هل تخاف الحرب ؟؟
ادخلها اذن .. الحرب يا صاحبي ليست فقط طعم الهزيمة ، احيانا لها نكهة النصر.. انها الحرب قد تثقل القلب .. قد تبهج القلب .. قد تطهر القلب .. اختر ماتشاء من الاجوبة لكن لا تدع خلفك عار العرب
عرب ؟؟ اي عرب ؟؟بدون مصر التي تبني جدارا عازلا يطوق الفلسطينيين ومصر التي يشتكي اهلها ارتفاع الاسعار فتعلل الحكومة الأمر بدخول الفلسطينيين سيناء وشراء بعض ما يسد رمق اطفالهم وتجد من يصدق
لا اعرف كيف اصف الامر .. الا انني ومنذ دقائق كنت اضغط الزر كي اسمع اغنية الشيخ امام "مصر يا امه يا بهية " فجائتني عبر السماعات اغنية "ارقصي يا عزيزة ما تتكسفيش" كان الخطأ هو حاجة الكمبيوتر لفيمتو ثانية كي يحمل الصفحة صح .. فكم فيمتو ثانية يحتاجها العربي كي يعرف اين يقف على ساحة المعركة ؟؟ انا مصرية .. وانا مكسوفة .. فمصر هي التي تبني جدارا عازلا حول غزة ؟؟

Wednesday, March 5, 2008

عبود الزمر : شارع في قلب مصر .. ايران يا مصر زينا بصحيح



يوجد في مصر شارع اسمه عبود الزمر

في الجيزة قريب من النيل ،هو ده الشارع

انا طبعا مش باحرض الحكومة انها تغير اسمه لأنها عملت كده فعلا

الحكومة استبدلت باسم عبود الزمر اسم المرحوم طارق ربيع الجيزي .. الذي لا اعرف من هو وغالبا لا يعرفه الكثيرون .. وربما لهذا مازال سكان الشارع يصرون على انه شارع عبود الزمر ، هناك خلف مستشفى الرمد بالجيزة لو سألت عن شارع المرحوم ... لن يدلك احد ، لكن لو سألت عن شارع عبود الزمر الف مين يدلك .. ليس لأن الناس تحب هذا الرجل الذي كان ضابطا لامعا في الجيش وخطط بمهارة لقتل السادات وقضى مدة عقوبته كاملة في السجن .. ومازال حبيسا حتى هذه اللحظة بلا سند قانوني .. لكن الناس تحتفظ بالاسم القديم لأن من فات قديمه تاه .. بالمناسبة احد سكان الشارع قال لي ان الشارع على اسم باشا قديم ربما كان احد اجداد عبود المخطط للاغتيال .. ما علينا
قصة شارع عبود الزمر القريب من ميدان الجيزة تستتبع سؤالا ونحن كلنا عارفون وسامعون للقصة الشهيرة التي تقضي بأن ما يمنع مصر من استعادة علاقتها بايران هو ان ايران لديها شارع في طهران اسمه شارع خالد الاسلامبولي قاتل السادات .. قصة لا اصدقها ، واعتقد انها اقرب للردود الدبلوماسية .. قل الخرافات الدبلوماسية .. طيب السؤال هو والحال هنا ان اهل ميدان الجيزة والمناطق المجاورة يعرفون الشارع الى اليوم باسم عبود الزمر .. ولا يعرفون من هو المرحوم صاحب اليافتة المعلقة حديثا : هل ستقطع الحكومة المصرية علاقتها بسكان الجيزة ؟؟ ولن تعود المياه لمجاريها الا اذا غيرت الجيزة اسم الشارع ..
عموما اعتبروا التدوينة دي هرتلة .. لأن الاجابة واضحة .. فالحكومة المصرية بالفعل قاطعة علاقتتها بالجيزة وعموم شعب مصر

Sunday, March 2, 2008

عن هرشة السنة السابعة احدثكم


اشتريت وردا لاهديه لاحمد هذا الصباح ... ترددت كثيرا وانا اتذكر خالد صالح في فيلم احلى الاوقات ..هو يفضل كيلو كباب عن بوكيه ورد.. وهكذا زوجي غالبا ... انتهيت الى اختيار وردة واحدة القيتها في شنطة تحوى قميصا له وادوية ورواية وكارت ورباط جزمة ... بقية الباقة قررت ان اعطيها لابننا حمزة فهو سيقدر قيمة الورود اكثر من ابيه ...

انه عيد زواجنا السابع وانا اعترف لكم نحن نمر بها فعلا "هرشة السنة السابعة" ، كنت امرح قبل ايام وانا اقول ان ايامنا كلها هرشات لكنها في الحقيقة هذه المرة تأتي مالحة .. اخاف علينا منها فعلا .. هي موجة تختلف عن كل الموجات حتى للذي الف اهتزازات البحر

هو يتساءل الآن "اين ذهبت تلك الفتاة المفعمة بالحب والحياة؟؟؟" وانا بدوري اتساءل اين ذهب تفهمه وتعاطفه ؟؟ كل الرجال والنساء تساورهم الاسئلة في مثل هذه الايام وانا اقف مع نفسي منذ فترة كي اصحح المسارات وابحث عن ارض تستحق ان اضع اقدامي عليها ، انا نفسي اتساءل أين ذهبت حنان؟؟

اكتب .. لأنني منذ توقفت عن الكتابة اشعر بالغربة ... تستهلكني مشاكل صغيرة .. كدور برد قد يصيب حمزة والشغالة التي لا تنتظم في مواعيدها .. وحفاضات سارة التي تستهلك جزءا كبيرا من الميزانية .. والسوبر ماركت الذي يجهز قوائم جديدة للاسعار وينصحني "اشتري يا مدام قبل ان تنزل الاسعار الجديدة" وانا لا افعل عملا بنصيحة احمد الذي يرى في هذا صرعا استهلاكيا لا يليق بنا .. مع انني اشتري نفس الاشياء في اليوم التالي اغلى ... اكتب كي انسى

كنت سأرسل لاحمد اقول له "انني عاودت الكتابة .. بقى فقط ان افقد عشرة كيلوجرامات زادئدة حتى اعود الحبيبة الاولى وان كنت قد تخليت عن عادة استعمال طلاء الشفاه الاحمر القاني الذي كان يسميه"شطف النار" وهو يهديني مجموعة قصصية بذات الاسم لجمال الغيطاني ... اليوم اشتريت الاعمال الكاملة للغيطاني بدافع الحنين


ما قلب حالي هو الفيلم الذي شاهدته الامس لانجلينا جولي وكليف اوين (صرت احبه كثيرا) كانت فتاة تحب رجلا مهموما بتقديم مساعدات طبية في اماكن الحروب الساخنة ، لم يعجبني الفيلم كثيرا لكنه احالني لفيلم سنوات الحب والنضال لليام نيسون وجوليا روبرتس الذي شاهدته قبل سنوات بصحبة بعض الاصدقاء ، وبعد مشاهدته فورا تملكتني رغبة عارمة ان اتصل باحمد الذي كان في البلد وقتها وأن احكي معه ... لم يكن حبيبي حتى هذه اللحظة .. كانت فقط تعتريني التساؤلات "هل احب احمد نصر الدين فعلا؟؟ صرنا حبيبين فعلا بعدها بايام كنا نتهاتف في اليوم الواحد لساعات طوال احكي له عن كتب قرأتها وافلام شاهدتها واغاني احببتها وكان يحكي لي .. كان ما يخيفنا ان ينتهي الحب بان نفقد صداقتنا .. الجوهرة الاغلى في كل ما بيننا .. كنا ندرك ان شغفا ما قد حل بنا لكن تبقى الحكايات التي بيننا هي الاجمل وكأنه سحر شهرزاد .. كنا نقرأ الروايات ونتقمص قصص حب المحبين .. وتقلب حياتنا فلسفات الكتاب .. كان لدينا رفاهة الغوص في كل افكار العالم ... كنا نخوض النهر معا .. كان احمد يحب كثيرا ان يقول لي انه لا يحبني واننا اصدقاء .. وانا التي كنت ارى وميض ذلك الشغف مازال حاضرا في عينيه لم اكن اكترث كثيرا .. كنت امضي في اللعبة وبين الصداقة والحب تزوجني احمد ..

اعود للفيلم الذي ذكرني بالبعد الثالث الذ افتقدته "ان تكترث لما يحدث في هذا العالم" .حين احبني احمد كنا نعتقد أننا وان كنا صغارا قادرين على تغيير العالم .. قبض الامن ذات يوم على احد اصدقائنا .. اذكر اني تركت لاحمد ورقة "قبضوا على محمد .. انا ذاهبة لاخواته البنات" لم أكن ادرك ان الورقة ستؤثر في احمد كثيرا وأنه سيحتفظ بها كاحد الوريقات التاريخية ، قال لي انها ستذكره دائما كم كنت جدعة ... لم اعد هكذا ليس بفعل العامل الموضوعي فحسب ولا لان لا نحن ولارفاقنا بقينا في المواجهة ... شئ اكبر من هذا حدث داخلي ... لمسته وأنا اشاهد الفيلم ليلة امس .. تلك الدموع التي انهمرت مني ليس حزنا على فقراء افريقيا وضحايا الحروب .. صار قلبي جامدا حيال احزان العالم ... التي صارت مادة يومية نشاهدها على شاشة الجزيرة ونحن نتناول طعام الافطار ... لم ابك حينما ماتت الام المناضلة في انفجار لغم في الشيشان فهذا قدر الشهداء واختيارهم ... بكيت فقط حين رأيت اليتم في عيني طفلتها الصغيرة الجميلة التي تشبه نور ابنتي ...هذا هو ما حدث .. لقد صرت اما .. لم يعد ممكنا ان اترك ابنائي ولو لليلة واحدة قد ابيتها في المعتقل .. ولم يعد ممكنا ان اتصور ان تنتهي حياتي في اصلاح الكون وان اترك ابنائي لاحزان اليتم .. هذا هو ما حدث وهو شديد القسوة ، لقد فقدت حرية الاختيار ... صرت بتعبير مؤمن المحمدي "ابحث عن حل فردي للمشكلة الجماعية" تلك الجملة التي قدم بها لقصيدة قديمة اسمها تخاريف خريف .. جاء فيها ذكر اسمي واسم احمد نصر الدين .. كان هذا قبل ان نصبح حبيبين بسنوات

اعلم روعة ان تحب الفتاة رجلا مناضلا .. ذلك الرجل الذي يحمل على كتفه هم العالم فتتأمله الفتاة بعيون منبهرة وتتمنى لو تتعلق بذراعيه .. مع احمد كانت الحال هي روعة انت تحبي فنانا .. وهي اجمل كثيرا ... ففضلا عن الاسطورية التي تحيط بهامة المناضل والفنان كلاهما .. يبقى السحر الذي يضفيه الفنان على حياتك انه يلقي علي حياتك بالظلال في هجير الصحراء .. وكأنك ترتشفين شربة ماء باردة ورائقة في ظهر يوم حار .. سيحلق بك في عوالم لا يراها الاخرون .. عوالم سحرية وكأنه يهديك نظارة اخرى ترين بها العالم .. المشكلة انك بعد فترة قد تفقدي رؤيتك للعالم وتدمنين النظارة ، الفيلم الذي رأيتني فيه مع احمد هو ناجي العلي .. كنت اشعر ان احمد (وهو لمن لا يعرف رسام قبل ان يصبح كاتبا ومنتج برامج) ذلك الرسام المناضل .. الذي تربطه علاقة روحية بصديقته الصحفية ليلى ... لم يتزوجها وكنت اشعر ان علاقتي باحمد كانت ستكتسب سحرا اسطوريا لو لم نتزوج لو لم يؤطر ما بيننا .. ويصبح لدى كل منا واجبات تجاه الآخر .. لا اكذب ان قلت انني كنت سآتاكل غيرة لو فعلها احمد وتزوج امرأة اخرى ..امرأة تشبه امه وتصنع له بيتا نظيفا جميلا منمقا ... وتعد له 3 وجبات دافئة في اليوم .. وأنا هل كنت سأظل كطير طليق يحلق في عوالم اكثر اتساعا .. كيف كان يمكن ان يصبح ممكنا الا يكون لدى حمزة ونور وسارة .. وما هو طعم الوحدة التي كنت سألوكها
اقول لكم هذه كلها اسئلة لم اكن قد حسمت اجابتها قبل 7 سنوات ونحن نوقع على ورقة يكتبها المأذون .. كنت افكر فقط في انني سانتقل غدا لاعيش مع احمد في بيت آخر غير بيت اهلي .. ولم افكر في الابد الذي قد يكون افق العلاقة فقد ادركت من صحبتي لاحمد انه غير مأمون وانه قد يقول لي في يوم الصباحية "انه لا يصلح للزواج واستقراره" في الحقيقة فقد فاجأني احمد بميوله الاستقراريه اما انا فقد ظل ارتباكي لم اجد طريقا بين طريقين يحفظ لي القي القديم وسط بقائي ساعات طويلة اعد المكرونة والكوسة وطواجن اللحم بعد عودتي متعبة من العمل .. ارتباكي استمر 7 سنوات كاملة ..والليلة تزيدني الكتابة اكتئابا على غير العادة .. حيث ادرك لاول مرة ان الكتابة قد لا تقدم كل الاجابات
...

Sunday, February 24, 2008

بعد ما العيال يناموا


اتصل بي صديق فيسبكاوي وسألني سؤالا حاسما : ممكن تقولي لي انتوا عاوزين ايه ؟؟ لم تكن لهجته غاضبة وكأنه حقا يستفهم .. احنا مين ؟؟ انت وامنية طلعت واميرة الطحاوي
اقول ايه .. الستر وراحة البال .. حرية الوطن والمواطن .. كوباية عصير قصب .. لا اعرف فعلا ما هو المشترك الذي يمكن ان يطمح اليه اثنان في الحياة .. ربما يكون السلام العالمي
لم تكن كل هذه الاجابات تصلح اذ كان صديقي يسأل عن نقطة محددة لم ترد لبالي اصلا .. حرية المرأة
يا راجل وجاي تسألني انا
طبعا انا مش فيمنست خالص ده مبدئيا
ده كان احمد نصر الدين(زوجي) يقطعني
ولأن صديقي اطمئن تماما لاجابتي فأخذ يعدد المكاسب التي حصلنا عليها كنساء وقلب علي المواجع
اقول انا بقى
حقيقة انا اعتقد ان اكثر الناس حديثا عن الفضيلة هم اقلهم عملا بها .. لذلك ولتسامحني صديقاتي المهمومات بشكل كبير بالهم النسوي ان المسألة تحتاج ممارسة حقيقية لحقوقهن وليس مزيدا من الكلام والمعارك
الحياة ليست معركة مع الرجل لكنها معركة من اجل الوجود .. لذا من الافضل ان امضي في طريقي بلا مشاكل .. انا ايضا اتعاطف مع هموم الرجال كرجال يلقي المجتمع عليهم نظريا العبء الاكبر
لكن لزم التنويه نني لم اعاني تمييزا نوعيا لا في علاقتي بابي ولا زوجي ولا عائلتي هذه العلاقات المتوازنة القائمة على الاستقلالية وحدها هي التي دعمت اتجاهي نحو الحياد الايجابي في المسألة الفيمنزمية
لم احب من كتابات النساء سوى رضوى عاشور لأنها تنسى انها امرأة حين تكتب وهذه
مسألة اخرى .. تذكرن دائما انكن تنتمين للجنس البشري وليس لجنس الحريم
" الفروق البيولوجية ليست بيولوجية"
بمعنى ان الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة تتجلى في الحمل والانجاب والامومة
وهنا لب القضية
ما الفارق بين امرأة موهوبة ورجل موهوب ؟؟ انا هنا اسأل صديقي الذي اهتم بالقضية وكلف نفسه واتصل
اقول لك انا بقى
ان الرجل يمكن ان يعمل على تحقيق مشروعه 18 ساعة في اليوم دون ان يقطعها بتغيير البامبرز وتحميم الاولاد واعداد الطعام وتشطيف الايادي وتغيير الهدوم... هيركز يعني
انه لن يجد رئيسا يقول له" طب اعينك ليه وفيه حد غيرك ما عندوش التزامات .. وهنعمل ايه لو في يوم ابنك سخن .. وما قدرتش تيجي الشغل"
انه لن يشعر بالذنب اذا ذهب لعمله 8 ساعات متصلة ولن يشعر بالقلق على الاولاد اذ ربما تكون الدادة قد اطعمت الصغيرة التي لم تتجاوز 6 شهور رز وملوخية وشربتها شاي بلبن (كان ناقص تعزم عليها بسيجارة)
انه لن يحرم من فرصة عمل اذا سأل عنه صاحب العمل الجديد لأنه لن يتلقى هذا الرد طبعا " اصلها حامل وعلى وش ولادة"
انه لن يوضع في هذا المأزق النفسي الحاد واحد ابنائه يقبله في المساء شكرا له على انه اختار البقاء معهم وانه لن يعمل من اليوم
ولن يظل يتخيل نفسه كربة بيت عجوز خرقاء بعد ما يكبروا الولاد
واخيرا لن يبدأ يوما جديدا كل يوم بعد ما ينام الولاد .. يوم يبدأ في الساعة 12 كل يوم وينتهي عند الفجر تحقيقا لبعض الآدمية
كل ما سبق هو التجربة التي تجمعني بأمنية وأميرة وفاطمة ومنى ودعاء وكل بنات حواء اللواتي يحلمن ان يكن نساء .. امهات وناجحات

Friday, February 22, 2008

اخيرا نزلتها

height="17"data="http://www.musicuploader.org/musicplayer.swf?song_url=http://www.musicuploader.org/MUSIC/1880051204197746.mp3&autoplay=true">/>

Music Codes



اسمعوها معايا

اذا كنتم مثلي تشعرون كم تعبتم في هذه الدنيا .. وانه فاتكم ان تأخذوا نصيبكم مما تمنيتم

وان الصدق الذي غزلتم به الايام لم يقدم لكم كثيرا من الامان

اخيرا نزلتها وانا ابحث عنها منذ شهور

منذ ان تسللت لروحي ذات صباح كانت تبث من اذاعة الاغاني وادركت انه صباح جديد ليس كأي صباح يصلح أن يكون بداية جديدة

اللية نزلتها وأنا ابحث في صفحة اخرى عن اعلانات الشقق في الوسيط ..عن شقة تتسع لاحلامنا انا وأحمد وحمزة ونور وسارة .. شقة تدخلها الشمس والنور والحياة وتطل على مساحة خضراء ولو صغيرة

شقة يتاسب مقدمها مع القليل الذي قد نجنيه في الغربة

اسعار الشقق احبطتني وغالبا لن اذكر لأحمد في الصباح ان احمد عز واسعار الحديد قد تؤجل حلمنا وتطيل سنوات الغربة

لن اقول له فيكفيه ما هو فيه

اسمعها الآن وهي تقول لي "ما احلى الحياة " ما احلى الحياة باصحابنا واهالينا

اسمعها هذا المساء وسارة تستيقظ كعادتها .. تقطع على خلوتي للكتابة وتبتسم في وجهي ابتسامتها الشريرة التي تصبرني فآخذها في حضني وتنام

هذا المساء لن اقرأ حظك اليوم .. وما سيقوله للمحظوظين من ابناء برج القوس .. هذا المساء سأعمل بيدي على تحقيق ما لن تقوله النجوم ..

اكون نفسي التي لم اكنها منذ سنوات لم احزن فيها ولم افرح .. اتصور ان اكتئابا ما اصابني .. وانني لم ادرك وانا امارس امومتي وعملي وحياتي وعلاقتي باحمد بارتباك واضح وبخوف من المستقبل وبانعدام رؤية اليوم فقط اشعر انه لو نروق هيجينا كل ما اتمنينا

هاصدق

لن اظل متشككة بقلق كالذي افسد حياتي

سأترك نفسي اطفو على وجه هذا العالم لعله يصدقني اخيرا ويعطيني قليلا من الفرح

قليلا من الامل

Thursday, February 21, 2008

Tuesday, February 19, 2008

سكر بنات : نزع الشعر والعقل

بصراحة احبطتني .. كنت احب نادين لبكي مخرجة الكليبات فلما شاهدت اول افلامها اروائية "سكر بنات" او كراميل حسب الترجمة الخواجاتي احبطت ... طبعا هي غلطتي فلم ادرك ان نادين برعت في ان تخلق في كليبات الاغاني صورة مبهرة وايقاعا جميلا وللأمانة هي صنعت هذا في الفيلم .. ما لم تفعله هو ما لم يكن منتظرا منها ان تفعله في الكليبات لكن كان من ضرورات الافلام : قليلا من العمق

اولا الفيلم وكأنه النسخة اللبنانية من رائعة مجدي احمد علي "يا دنيا يا غرامي" 3 بنات شبه عوانس ومشاكلهم : واحدة unvergin

وواحدة تحب رجلا متزوجا .. والاخرى سحاقية لم يكن يجرؤ الفيلم المصري على ذكرها قبل اعوام.. لكن بصراحة الفيلم المصري كان قادرا ان يربط مشاكل بناته الثلاث بواقع المجتمع واحباطاته حتى ولو كان لها علاقة بالجنس لكن نادين رسمت صورة حلوة لكن لا تقول شيئا .. حدوتة ناعمة تعجب الغرب الذي يظننا ارهابيين على طريقة اسامة بن لادن فيجدنا نعترف ان بيننا سحاقيات وعمليات ترقيع وقصص حب ناعمة كالتي في بلاده .. يصدق اننا بشر ويحب الفيلم الذي لا يشبهنا فعلا

رأيت بيروت في الفيلم وانا احبها لكن لم يتفاعل الفيلم مع اي من بيروت التي نسمع عنها كل ساعة في نشرات الاخبار لا حرب ولا موالاة ولا ثلث معطل ولا الشهيد الحريري ولا الشهيد مغنية ... ليس الا فتيات يجدن استخدام السكر لنزع الشعر الزائد ومعه العقل بهمومه الانسانية

شاهدوا في الرابط بعضا من الفيلم

Sunday, February 17, 2008

الوطن من اربع نوافذ في فلانتاين عشرينات










للوطن في بلادنا اربعة جدران وباب موصد لأن الموروث ينصحنا " الباب اللي يجي لك منه الريح ... سده واستريح" ونحن الذين نحب ان نرى الوطن نحاول فقط التسلي بفتح النوافذ .... وشباب عشرينات في عيد الحب فتحوا اربع نوافذ للوطن نوافذ من كل الجهات .. شرق غرب شمال جنوب ... سألت نفسي ما الذي يحدث حينما يتعانق صوت علي اسماعيل والعزبي وحبايبنا مع سمير الاسكندراني غالبا سنحصل على خلطة عجيبة من تركيبة قد تصيبك بتلبك وطني .. لكن بقليل من التأمل قول لنفسك : هي دي مصر يا عبلة !!!
علي اسماعيل كان احد عناصر تكويني اثناء انتمائي الناصري وما زلت اتذكره وهو يغني "شباك النبي على باب الله ... وما فيش اجنبي على باب الله" "عاش الملك .. وابويا مات مبسوط" على فنان ملتزم ومطرب المعارضة .. ربما لهذا لم يكن من نصيبنا أن نراه عبر شاشات التلفزيون التي ظل لسنوات طويلة يلعلع فيها نجم الحفلة سمير الاسكندراني .. الاسكندراني هو مصر مبارك ... يتبنى اجندة الحزب الوطني .. بصراحة لم تفلح حركاته البهلوانية على المسرح ولا خطبه الطويلة قبل كل اغنية وهي غالبا مستلهمة من خطب الرئيس ان تجعل ولا كلمة من كلماته تلتصق بذاكرتي التي صارت كالحلة التيفال .. واتذكر فقط ان صحته كانت كويسة وإلا فكيف صمد اكثر من ربع قرن يغني لنا ويغني علينا ... سامح الله عشرينات
اما العزبي فقد ندمت اني لم اصطحب امي للحفلة لأنها الوحيدة التي كانت ستنفعل بمواويله التي تألق بها وكنت اشعر انه يخاطبها كلما داعب جمهوره قائلا ياحاجة أو يا طنط "ساخرا كما يبدو لأنه ادرك أنه في حضرة عشرينات شباب النت " ندمت ايضا لأن امي وهي مصرية صرف كانت ستدرك معاني الوطنية كما غناها العزبي معاني تراثية تنتمي لعصر ما قبل بزوغ الوطنية .. وحتى لا يسء احد فهمي فهي اغاني يطرب لها الفلاح المصري حتى اذا كان يعيش ما قبل الحملة الفرنسية أويعلم ان له وطنا اسمه مصر وانه مهدد وان ثمة استعمار أو طامعين أو حتى فقر وجهل ومرض ... هي مصر المواويل المبسوطة .. مصر التي لم تركز كفاية كي تنظر في المرآة قبل ان تغني
نجم الحفلة السيد الاسكندراني حرمني من الاستمتاع بفرقة "حبايبنا"الذين مثلوا حساسية جديدة تستلهم الشيخ امام وتستطيع ان تلخص الوطن في جملة بديعة "يهجر .. يهجر بس يعيش " حبايبنا لملموا اوتارهم ورحلوا لتظل الجملة ترن في اذني .. يهجر .. يهجر بس يعيش .... هي مصر عاملة فينا كده من شوية
وقد نجحت كل حيل الاسكندراني ليبرز نفسه كنجم الحفلة نجم الجماهير ... في الاول أوصى ان يغني العزبي الاول بحجة انه استاذنا ، ثم اعلن انه بحاجة للراحة لأنه متعب قليلا "فنان بقى وعاوز يركز " وبعدين قامت قيامته لما غنت فرقة حبايبنا وزنقه الغناء فصعد على المسرح وظل يخطب ويمنح الحضور بعضا من حكمة تاريخه الطويل .. حيل الاسكندراني التي نجحت ذكرتني لماذا استمر حسني مبارك وجماعة الحزب الوطني في حكم مصر وفي كل مرة لديهم ما يبررون به بقاءهم الطويل
""""
عدت من الحفلة وأنا لا اريد الا ان اسمع الشيخ امام بحثت عن اغنياته في مواقع النت ... كانت حاجتي لسماع امام كي لا انسى مصر التي اعرفها واحبها فلا تختلط عندي بباقي اوجه العملة
""""
يذكرالقرآن أن لمصر ابوابا متفرقة ولمصر في الغناء نوافذ اربعة ... لو صح اننا نريد بعض النسيم العليل فليس الا الصدق ... قليلا من الصدق يا مصر كي نراكي وترينا ... اما تلك التي تهب بريح السموم الكاذبة فغلقها افضل وهابي فلانتين يا عشريناتية



نور تلبس علم مصر في الحفلة






نامت من غنا سمير الاسكندراني
حمزة ونور في الحفلة ..



حمزة متقمص شخصية ايمان خالته


Tuesday, February 12, 2008

عن الرئيس والبرلمان والتضامن الاجتماعي وواحد ميت وسايب 5 عيال


والله والله مش عارفة اسكت رغم ان حاسة ان زوار البلوج الاوائل "الرواد" شعروا انهم بصدد واحدة نكدية لا تعرف الفرحة ولا تنتمي للكورة التي هي اجوان
وبعد جون ابو تريكة اصيب محمد السيد احمد (47عاما) عامل مصري من المحلة الكبرى بسكتة قلبية ادت لوفاته تاركا ابنائه الخمسة سامح والسيد واحمد وسماح وعبير بلا مصدر دخل وهو الذي كان يعولهم من عمله بمصنع للتطريز ، هتقول لي اعمار هاقول لك طب والرئيس اللي لا عمره ولا مهامه الجسام يسمحوا له بكل هذا القدر من التشجيع يؤجل رحلته لدولة الامارات العربية كي يتمكن من استقبال المنتخب المنتصر على الارض الكروية
حقيقة انا لم اندهش مما فعله الرئيس فهو ورغم انه على رأس دولة كبيرة في وزنها ومشاكلها كان يجد الوقت سابقا كي يسافر لمرسى مطروح كي يشاهد كسوف الشمس رغم اعتذاره في ايام سبقتها عن حضور القمة العربية اما قمة العالم الاسلامية فقد حضر بها لمدة نصف ساعة فقط وعاد
لا استغرب الرئيس وأنا اعلم انه يسهر يوميا لمشاهدة برنامج القاهرة اليوم الذي يبث حتى ساعات الصباح الاولى وكأن العزبة التي يديرها المسماة مصر لا تحتاج جهوده في الصباح الباكر وان الابن الوريث فيه البركة
نواب مجلس الشعب لم يفوتوا المناسبة فعقدوا جلسة كاملة للاشادة بالمنتخب وبالعناية التي يوليها الرئيس للمنتخب وطبعا رفعوا الاعلام وكأنهم يقلدون جمهور ميدان الكوربة الذين خشوا ان ينخرطوا وسطهم ساعة الفرح لدواعي الانشغال بمصالح الجماهير ... ربما بعضهم كان يحضر فرحا أو طهورا في الدايرة .. وبما ادركوا ان ساحة المجلس الذي لم يجد وقتا لاقرار قانون منع الاحتكار هي الانسب للاشادة بجهود الرئيس الكروية
اما ابو تريكة وأنا احبه فعلا واستجدعه فكان اسمه مجالا للمزايدة حيث أكد مسؤولوا وزارة التضامن الاجتماعي في تصريحات للمصري اليوم ان ولديه تم تسجيلهما بحمد لله على البطاقة التموينية للحاج محمد ابو تريكة الأب مؤكدين في تصريحات جدية "ان ابو تريكة يستحق الدعم كغيره من المواطنين" ولأن ابو تريكة فعلا هو واحد منا ولا اعلق عن استحقاقه الدعم من عدمه .. فمصر كلها تحتاج الدعم بالعكس ابو تريكة هو الوحيد الذي يقدم شيئا من الدعم لهذا الشعب " الدعم المعنوي"
ماذا تفعل كرة القدم بهذا البلد قبل عامين وقعت كارثة العبارة ولعب المنتخب في الايام التالية لها وفاز وخرج الناس يهنئون السيد الرئيس الذي حضر هو وزوجته واولاده المباراة ... كي يحصدوا نتائج فوز الفريق ... ووقتها تذكر الناس ان الرئيس هو راعي المنتخب ونسوا انه ايضا راعي ممدوح اسماعيل
قلبي بيوجعني وأنا أتذكر ما قاله وقتها مفكر مرموق عربيا تشرفت بمقابلته على هامش زيارته للقاهرة "المنتخب انقذ الحكومة عندكم من كارثة العبارة " فقلت له وانا اضحك " والله ولا مليون عبارة"
اما اصدقائي الذين يرون فيما اكتبه مجرد كرسي في كلوب الفرح الجماهيري احب اطمنكم اني اشتريت لحمزة ونور النهاردة لعبة football game"
كنت بالفعل ابحث عن لعبة تساهم في تنمية مهارة ما لديهم او تربية حس فني ولما لم اجد المسدسات صالحة لهذا ولا العروسة باربي قلت يتعلموا كورة يمكن يبقوا زي ابو تريكة يفرحوا الناس الغرقانة

Sunday, February 10, 2008

مرة اخرى .. في الكورة والمسألة الوطنية


مصر كلها فرحانة وأمثالي الذين لم يشاهدوا المبارة هم قلة حاقدة .. زوبعة في فنجان ... سائق التاكسي هذا الصباح استهجن سؤالي عن موعد الماتش رد علي ساخرا : "هو حضرتك مش من هنا؟؟؟" كنت اريد ان اقول له بالعكس انا من هنا قوي .. لكنني سألته السؤال الذي يلح علي "هل الناس تشعر بالانتماء لمصر حقا وهي ترفع الاعلام الوطنية اثناء المباريات؟؟" كان هو الوحيد الذي قدم لي اجابة تبدو مقنعة .. قال "بصي يا مدام احنا بنشجع فريق .. وبننتمي له وبنرفع العلم لأنه رمز لهذا التيم .. انا بانتمي لابو تريكة وحسن شحاتة "وزيدان وليس لمصر
كلام صريح وف الجون
في المساء ضبطتني اردد مع الجماهير : مصر .. مصر .. واوقظ حمزة كي يشاهد المواكب الفرحة التي ترفع الاعلام في شارع الهرم .. وأشرح له كيف انه مصري .. وهو يسمع رائعة نانسي "انا مصري وابويا مصري" التي بدأت الفضائيات تذيعها احتفالا ...
نعم انا مثلكم ذقت هذا الفرح الزائف .. شعرت وكأنه يوم عيد .. أدركت كم نفتقد أياما للفرح في بلادنا
سبحان الله
بالأمس كان العلم حاضرا في جنازة واحد من أشرف كتاب مصر :مجدي مهنا الذي ربما يكون مات ببطء بفعل الماء الملوث أو الأغذية المسرطنة أو السحابة السوداء أو قلة أيام الفرح في حياتنا
تذكرت مقالة لها كتبها قبل أشهر وهو في باريس للعلاج .. كتب فيها انه لم يشتق لمصر ولم يعد يحبها ... فهل يحب عاقل هذا الجحيم اليومي الذي نعيشه
مجدي كتب مقالا آخر في رحلة تالية من رحلات علاجه وقال فيه انه هذه المرة اشتاق كثيرا لمصر وأدرك انه يحبها وانا اعتقد أنه ما كف عن حبها حتى سلبته حياته
لا اعرف هل كان جثمان مجدي هو المسجى في علم مصر ام هو رجاء النقاش لكنني في الصباح تمنيت حقا ان اشتري علم وتمنيت أكثر ان اموت كمجدي وأن تلف مصر جثماني بألوانها الثلاثة .. تمنيت ان تتاح لي الفرصة لاخاطبها في هدوء القبر أقول لها لا تقتلينا .. كفي ولا تمنحينا افراحا زائفة ... هل كانت تتوقع ان اقول لها مبروك النصر يا مصر وشكرا للسيد الرئيس راعي المنتخب .. لا اعتقد فهي تدرك مثلنا تماما اننا غارقون وأننا نستحق وطنا افضل من هذا .. وطنا به النيل ووسط البلد وكورنيش للمحبين وحرية للعارفين وحقيقة للباحثين ... ومستقبل لاولادنا.. وطنا لا يموت فيه الكتاب ويعيش المسرطنون والمطبعون وتجار لاعلام الزائفة

Friday, February 8, 2008

مصر بتلعب


علم مصر كان معلقا على ثلاث شرفات ... رأيته هذا الصباح وأنا اعبر زحام المرور الذي صار يوميا ... وانا حينما ارى علم مصر يرتعش قلبي ... اتساءل بيني وبين نفسي "امازال الناس يدركون انهم مصريين" للوهلة الاولى لم اربط بين العلم المعلق والماتش المنتتظر هذا المساء الا حينما سألت سائق التاكسي سؤال كل يوم"هي الدنيا زحمة كده ليه " فرد ببساطة " علشان الماتش " انا لا احب كرة القدم .. منذ الصغر حاولت ان اجد سببا لتشجيع الاهلي او الزمالك فلم يبد لي الامر ائما على منطق في الاختيار .. فانسحبت من عالم المشجعين ... وحينما كنت اجد مصر هي موضوع التشجيع لم اعتبر ان نصرا كرويا هو امر يستحق في بلد لا ينتصر في اي شئ فلم اعد اشجع لا الاهلي ولا الزمالك ولا مصر ... اليوم كان الراديو يذيع "يا بلادي .. يا احلى البلاد يا بلادي" وسألت نفسي أيضا لبرهة "هو حصل ايه .. هي الحرب قامت" لم أسأل سائق التاكسي مرة اخرى .. عرفت من فوري انه الماتش احب هذه الاغنية رغم انني لم اعد اتحمل التضخيم المبالغ فيه في رؤية الوطن وكأنه أفضل مكان في العالم ... يؤلمني احيانا احساسي بأننا فعليا بدون وطن وأنني سأترك ابنائي حمزة ونور وسارة بلا وطن يعطيهم حقوقهم ... لن يتعلموا في مدارس الحكومة ولن يجدوا أساتذة مثل ابلة تفيدة وابلة نوال الذين شرحوا لي منذ الطفولة معنى الوطن وهن المدرسات اللواتي كن يحصلن على رواتب زهيدة .. ولا استاذ محمود الذي كتب على جدران مدرسة الاستاذ زكي الاخطابي (مدرستي الابتدائية) ان العمل شرف .. العمل حق ... العمل واجب ... هذه الجملة التي ترسبت في اعماقي وأكاد آراها ليل نهار تلومني حينما اكون متبطلة حتى لو كان التبطل بفعل الامومة ابنائي لن يجدوا ايضا علاجا في حال لا قدر الله مرضوا الا اذا استطعنا انا وابوهو ان نغير من طبيعتنا الغير متفهمة لفكرة جمع المال وندخر به بعض ما يؤمنهم لن يجد ابنائي في الوطن جدران اربعة الا اذا استطعنا ان ندخر ما يكفي لشراء شقة في دريم لاند أو الشيخ زايد واعتقد وقتها انهم سيعتقدون أن وطنهم هو دريم لاند أو الشيخ زايد حيث الأمل في وجود حمامات السباحة والحدائق الغناء ... لا اعتقد انهم قد يدركوا جماليات بولاق والحلمية والمنيرة حيث انا ما رأيته جميلا قبل ثلاثين عاما لم يعد به رائحة الجمالاما الاستاد الذي لم تطأه قدمي فلن يكون بديلا عن وطن ولا اعتقد ان حمزة قد يفهم معنى الوطنية اذا رأى العلم مرسوما على وجوه البنات الجميلات في مدرجات المشجعين .. هو سألني فعلا .. يعني ايه مصريين يا ماما فقلت له ببساطة : اللي ساكنين في مصر لم يسألني حمزة : يعني ايه مصر وهو ما زال يخلط في مفاهيم الجعرافيا فلا يفرق بين البلد في الصعيد واسكندرية .. كلها عنده فسح نرى فيها اقاربنا الذين نحبهمولو سألني لاسمعته فقط رائعة الشيخ امام "شابة يا ام الشعر ليلي والجبين شق النهار والعيون بحرين اماني والخدود عسل ونار ... عسل ونار ... وينغمها الشيخ امام ... وانا ارى مصر شابة جميلة فيها من سعاد حسني سحر البساطة وسمرة متألقة وألما لا تداويه اجوان ابو تريكة .. وللأسف ايضا لا تداويه مظاهرات كفاية ولا الحنين لعبد الناصر ولا اعرف ان كان ما آراه في عيون حمزة ونور وسارة قادر على ان يخلق مصر جديدة نرى علمها معلقا فوق الشرفات .. لكن في مناسبات اخرى وانتصارات حقيقية

في الليلة الثانية لغياب الحبيب : لما انت ناوي ...




يفطر قلبي عبد الوهاب هذه الليلة ... كان يفعل هكذا قبل سنوات طوال واتساءل لماذا انا عاطفية لهذه الدرجة ... اعرف ان زوجي سيغتاظ من كل هذه الرومانسية البائدة وهو لم يطق ان احكي له عن احزاني لبعده عبر الماسنجر ... فعليا لم يكن هناك ما اقوله ... ليس ثمة جديد .. يسافر فأشعر باغتراب وكأنه هو كل عالمي واشعر اني أني بالضبط كأطفال الشوارع بلا اهل ولا جدران ...اعرف .. اعرف تمام المعرفة ان هذه ليست علامات ايجابية على الاطلاق وأن الحب يحتاج بعض الخشونة ... بمزيد من الدقة بعض القسوة يعيش كي يصبح نهرا يسير بين ضفتي الحبيبين اعرف ان الرجال يريدون امرأة تحب بذكاء ... وتعرف كي تجعلهم يتساءلون : هل ما زالت تحبنيواعرف أكثر من هذا ان احمد نصر الدين يعادي الرومانسية والعواطف وانه كجراح بارد المشاعر يشق جدار قلبي بأنامل من ثلج وحرير ويتركني اتألم .. يحب المي في الغالباعرف انه يشتاق للاولاد ولحمزة تحديدا وانني على هامش محبتهافضفض فقط كي لا اموت وانا التي تحب وجوده ... منذ 10 سنوات وأكثر وأنا اشعر انه يلون عالمي ينثر بهجة متحفزة وألما كالذي يشعر به الرياضيون في مسارات العدو (وانا كان نفسي اكون عداءة تهرب من العالم بساقين يسابقان الريح)اعلم انني لو كنت استطيع الافلات من اصبعيه لكان احبني أكثر واعلم واعلم واعلم .... اعلم انه كف عن سماع عبد الوهاب منذ سنوات طويلة ... لم يعد يتذكر العصاري التي كنا نسمع فيها معا "لما انت ناوي تغيب على طول" اعلم أيضا انه لا يحب الذكريات سنوات طويلة مرت ... كانت كجقنة المخدر البارد الذي جرى في شراييني قبل عمليات الولادة المتتابعة ، سنوات طويلة اشتقت فيها لمشاغباته ومشاغباتي .. كنا بنتا وولدا يتغديان فول وطعمية واحيانا لسان عصفور في فلفلة ويحفظ وجوههنا النادلون فيحيوننا بود حقيقي .. كان العالم صديقا لنا ... كنت احب ليلى مراد وهو يسخر من حبي لها وأؤرخ لعلاقتنا باغنيات أنغام ...ونشرب قهوتنا معا في الندوة الثقافية وسط دفء الصحاب الذين ما صدقوا أبدا قرارتنا بلانفصال ..تلك التي كانت تعيدنا معا لدفء ما جمعنا ... لم يكن حبا على ما اعتقد ... شئ اقرب من هذا ..شئ يجمعنا في بوتقة فريدة لم يجربها الآخرون لم يكن حبا .. لم تكن فيه ورود حمراء ولا فالنتين ولا الدباديب الهدايا ... لم يكن حتى كلامنا عاطفيا .. كنت اعرف انني برفقة صعيدي خشن تخدع وسامته الآخرين ... فيظنونه الفتى الحبيب وكان يعجبني .. لم يكن حبا .. كان العالم كله هو ما بيننالذلك سيستغرب احمد نصر الدين كثيرا هذه الليلة من المعزوفة العاطفية التي اعيشها بصحبة عبد الوهاب هذه الليلة ... ربما يقول لي ان ما عشناه معا لم يعشه عبد الوهاب في غرامياته المتعددة ولم يعشه حتى يوسف بك وهبي في الالف عام التي عاشها ... انه احمد نصر الدين الذي عشت معه منذ بدء الخليقة كأميرة فرعونية وصحفية مشاغبة وثورية جامعية تهتف في المظاهرات وتغني للحياة ... - قال لي انه احبني لأنه رآني انط من على سور الجامعة كي الحق بالمظاهرة - وأنا أحببته وهو قادم من المعتقل بقميصه الوردي وببسمته الاستثنائية كانت الجامعة بنجيلها الاخضر وقبتها الشامخة كالجنة نحلق فيها فنستطيع الغناء ... نستطيعه .. نعم ... كان لنا صوت حلو رائق .. يا لها من ذكريات احمد لا يحب التذكر وأنا لأنني لم اعد استطيع قراءة ما سيحدث غدا ولا تسعفني كل الفناجين المقلوبة التي تقرأها فاطمة خير لا استطيع الا ان ابكي مع عبد الوهاب وهو يغني "لما انت ناوي تغيب على طول" واتذكر ايامنا الاولي التي عشناها يوما بيوم فاكتشفنا اليوم انها تجاوزت العقد ولن اقول لك كما يقولون في الافلام الامريكاني التي تحبها "هل سنشيخ معا" لأني أأمل اننا لن نشيخ ابدا