Sunday, February 17, 2008

الوطن من اربع نوافذ في فلانتاين عشرينات










للوطن في بلادنا اربعة جدران وباب موصد لأن الموروث ينصحنا " الباب اللي يجي لك منه الريح ... سده واستريح" ونحن الذين نحب ان نرى الوطن نحاول فقط التسلي بفتح النوافذ .... وشباب عشرينات في عيد الحب فتحوا اربع نوافذ للوطن نوافذ من كل الجهات .. شرق غرب شمال جنوب ... سألت نفسي ما الذي يحدث حينما يتعانق صوت علي اسماعيل والعزبي وحبايبنا مع سمير الاسكندراني غالبا سنحصل على خلطة عجيبة من تركيبة قد تصيبك بتلبك وطني .. لكن بقليل من التأمل قول لنفسك : هي دي مصر يا عبلة !!!
علي اسماعيل كان احد عناصر تكويني اثناء انتمائي الناصري وما زلت اتذكره وهو يغني "شباك النبي على باب الله ... وما فيش اجنبي على باب الله" "عاش الملك .. وابويا مات مبسوط" على فنان ملتزم ومطرب المعارضة .. ربما لهذا لم يكن من نصيبنا أن نراه عبر شاشات التلفزيون التي ظل لسنوات طويلة يلعلع فيها نجم الحفلة سمير الاسكندراني .. الاسكندراني هو مصر مبارك ... يتبنى اجندة الحزب الوطني .. بصراحة لم تفلح حركاته البهلوانية على المسرح ولا خطبه الطويلة قبل كل اغنية وهي غالبا مستلهمة من خطب الرئيس ان تجعل ولا كلمة من كلماته تلتصق بذاكرتي التي صارت كالحلة التيفال .. واتذكر فقط ان صحته كانت كويسة وإلا فكيف صمد اكثر من ربع قرن يغني لنا ويغني علينا ... سامح الله عشرينات
اما العزبي فقد ندمت اني لم اصطحب امي للحفلة لأنها الوحيدة التي كانت ستنفعل بمواويله التي تألق بها وكنت اشعر انه يخاطبها كلما داعب جمهوره قائلا ياحاجة أو يا طنط "ساخرا كما يبدو لأنه ادرك أنه في حضرة عشرينات شباب النت " ندمت ايضا لأن امي وهي مصرية صرف كانت ستدرك معاني الوطنية كما غناها العزبي معاني تراثية تنتمي لعصر ما قبل بزوغ الوطنية .. وحتى لا يسء احد فهمي فهي اغاني يطرب لها الفلاح المصري حتى اذا كان يعيش ما قبل الحملة الفرنسية أويعلم ان له وطنا اسمه مصر وانه مهدد وان ثمة استعمار أو طامعين أو حتى فقر وجهل ومرض ... هي مصر المواويل المبسوطة .. مصر التي لم تركز كفاية كي تنظر في المرآة قبل ان تغني
نجم الحفلة السيد الاسكندراني حرمني من الاستمتاع بفرقة "حبايبنا"الذين مثلوا حساسية جديدة تستلهم الشيخ امام وتستطيع ان تلخص الوطن في جملة بديعة "يهجر .. يهجر بس يعيش " حبايبنا لملموا اوتارهم ورحلوا لتظل الجملة ترن في اذني .. يهجر .. يهجر بس يعيش .... هي مصر عاملة فينا كده من شوية
وقد نجحت كل حيل الاسكندراني ليبرز نفسه كنجم الحفلة نجم الجماهير ... في الاول أوصى ان يغني العزبي الاول بحجة انه استاذنا ، ثم اعلن انه بحاجة للراحة لأنه متعب قليلا "فنان بقى وعاوز يركز " وبعدين قامت قيامته لما غنت فرقة حبايبنا وزنقه الغناء فصعد على المسرح وظل يخطب ويمنح الحضور بعضا من حكمة تاريخه الطويل .. حيل الاسكندراني التي نجحت ذكرتني لماذا استمر حسني مبارك وجماعة الحزب الوطني في حكم مصر وفي كل مرة لديهم ما يبررون به بقاءهم الطويل
""""
عدت من الحفلة وأنا لا اريد الا ان اسمع الشيخ امام بحثت عن اغنياته في مواقع النت ... كانت حاجتي لسماع امام كي لا انسى مصر التي اعرفها واحبها فلا تختلط عندي بباقي اوجه العملة
""""
يذكرالقرآن أن لمصر ابوابا متفرقة ولمصر في الغناء نوافذ اربعة ... لو صح اننا نريد بعض النسيم العليل فليس الا الصدق ... قليلا من الصدق يا مصر كي نراكي وترينا ... اما تلك التي تهب بريح السموم الكاذبة فغلقها افضل وهابي فلانتين يا عشريناتية



نور تلبس علم مصر في الحفلة






نامت من غنا سمير الاسكندراني
حمزة ونور في الحفلة ..



حمزة متقمص شخصية ايمان خالته


7 comments:

صوت من مصر said...

مقولتيش ان خال حمزه ونور وساره كان هو الملازم للاستاذ الكبير محمد بيه ليه
ده حتى محمد بيه اتصل بيا وقالى شكرا

حنة said...

يا عم منور
بس سمير الاسكندراني كل الجو منك تعمل ايه بقى؟؟
اشتغل مطرب

dr.Roufy said...

أولا انا بجد سعيدة جدا..اني اكتشفت مكانك الجميل دا..واسلوبك السردي الراقي
:)
هذه الأيام صار للمحروسة الف بابا وباب
وكل يغني علي بابه أو على ليلاه ان جاز التعبير
يشتد الزحام..وتتعالى الأغنيات..ونستمر في البحث عن المحروسة الحقيقية بذواتنا

:)
كل المودة

حنة said...

د. روفي
غالبا انت اول واحدة تعلق في المدونة خارج دايرة معارفي ولذلك فانت اول صديقة للبلوج فعلا وسعيدة بشكل لا تتخيليه بزيارتك لمدونتي الناشئة .. يا رب تكبر كده وتاخد الاعدادية
وسنظل على تواصل دائم
ان شاء الله

جميز said...

مهما تكتر البيبان , هتكتر الشبابيك
و يوم ورا يوم النور هيزيد

عاش سمير الاسكندرانى .. و يا خسارة جيفارا مات


تحياتى

أحمد عبد الفتاح said...

مقال تحفة.. بجد تحفة

حنة said...

جميز وجاري العزيز احمد عبد الفتاح
نورتم المدونة واخجلني الاطراء
اما جيفارا فهو الذي عاش والاسكندراني لن يتذكره احد
مع مودتي