Friday, February 8, 2008

مصر بتلعب


علم مصر كان معلقا على ثلاث شرفات ... رأيته هذا الصباح وأنا اعبر زحام المرور الذي صار يوميا ... وانا حينما ارى علم مصر يرتعش قلبي ... اتساءل بيني وبين نفسي "امازال الناس يدركون انهم مصريين" للوهلة الاولى لم اربط بين العلم المعلق والماتش المنتتظر هذا المساء الا حينما سألت سائق التاكسي سؤال كل يوم"هي الدنيا زحمة كده ليه " فرد ببساطة " علشان الماتش " انا لا احب كرة القدم .. منذ الصغر حاولت ان اجد سببا لتشجيع الاهلي او الزمالك فلم يبد لي الامر ائما على منطق في الاختيار .. فانسحبت من عالم المشجعين ... وحينما كنت اجد مصر هي موضوع التشجيع لم اعتبر ان نصرا كرويا هو امر يستحق في بلد لا ينتصر في اي شئ فلم اعد اشجع لا الاهلي ولا الزمالك ولا مصر ... اليوم كان الراديو يذيع "يا بلادي .. يا احلى البلاد يا بلادي" وسألت نفسي أيضا لبرهة "هو حصل ايه .. هي الحرب قامت" لم أسأل سائق التاكسي مرة اخرى .. عرفت من فوري انه الماتش احب هذه الاغنية رغم انني لم اعد اتحمل التضخيم المبالغ فيه في رؤية الوطن وكأنه أفضل مكان في العالم ... يؤلمني احيانا احساسي بأننا فعليا بدون وطن وأنني سأترك ابنائي حمزة ونور وسارة بلا وطن يعطيهم حقوقهم ... لن يتعلموا في مدارس الحكومة ولن يجدوا أساتذة مثل ابلة تفيدة وابلة نوال الذين شرحوا لي منذ الطفولة معنى الوطن وهن المدرسات اللواتي كن يحصلن على رواتب زهيدة .. ولا استاذ محمود الذي كتب على جدران مدرسة الاستاذ زكي الاخطابي (مدرستي الابتدائية) ان العمل شرف .. العمل حق ... العمل واجب ... هذه الجملة التي ترسبت في اعماقي وأكاد آراها ليل نهار تلومني حينما اكون متبطلة حتى لو كان التبطل بفعل الامومة ابنائي لن يجدوا ايضا علاجا في حال لا قدر الله مرضوا الا اذا استطعنا انا وابوهو ان نغير من طبيعتنا الغير متفهمة لفكرة جمع المال وندخر به بعض ما يؤمنهم لن يجد ابنائي في الوطن جدران اربعة الا اذا استطعنا ان ندخر ما يكفي لشراء شقة في دريم لاند أو الشيخ زايد واعتقد وقتها انهم سيعتقدون أن وطنهم هو دريم لاند أو الشيخ زايد حيث الأمل في وجود حمامات السباحة والحدائق الغناء ... لا اعتقد انهم قد يدركوا جماليات بولاق والحلمية والمنيرة حيث انا ما رأيته جميلا قبل ثلاثين عاما لم يعد به رائحة الجمالاما الاستاد الذي لم تطأه قدمي فلن يكون بديلا عن وطن ولا اعتقد ان حمزة قد يفهم معنى الوطنية اذا رأى العلم مرسوما على وجوه البنات الجميلات في مدرجات المشجعين .. هو سألني فعلا .. يعني ايه مصريين يا ماما فقلت له ببساطة : اللي ساكنين في مصر لم يسألني حمزة : يعني ايه مصر وهو ما زال يخلط في مفاهيم الجعرافيا فلا يفرق بين البلد في الصعيد واسكندرية .. كلها عنده فسح نرى فيها اقاربنا الذين نحبهمولو سألني لاسمعته فقط رائعة الشيخ امام "شابة يا ام الشعر ليلي والجبين شق النهار والعيون بحرين اماني والخدود عسل ونار ... عسل ونار ... وينغمها الشيخ امام ... وانا ارى مصر شابة جميلة فيها من سعاد حسني سحر البساطة وسمرة متألقة وألما لا تداويه اجوان ابو تريكة .. وللأسف ايضا لا تداويه مظاهرات كفاية ولا الحنين لعبد الناصر ولا اعرف ان كان ما آراه في عيون حمزة ونور وسارة قادر على ان يخلق مصر جديدة نرى علمها معلقا فوق الشرفات .. لكن في مناسبات اخرى وانتصارات حقيقية

3 comments:

صوت من مصر said...

مكنتش عايز افتكر ايام زمان لكنك فكرتينى بيها يا حنه بجد ايام متتعوضش ياريت حمزه ونور وساره يعيشوها زى ما عشناها اخوكى ؟

فرصة سعيدة said...

يا حنان المباريات حلم جميل والانتصارات زيف نبيل نحياه لنرتاح قليلا من واقعنا الذي كان يمكن أن يكون جميلا لو كانت آمالنا أهدأ.. وأحلامنا أبسط كما كنا زمان
دنيا

حنة said...

احمد زين شرفني...
انا سعيدة جدا بزيارتك البلوج الخاص .. بي اعرف ان كرة القدم صارت هي الفرحةالوحيدة في حياة الناس .. طيب يا رب تدوم ...
بس انا مش شايفة العالم زائف وكئب .. العالم جميل لكننا نلهث فيه كأحصنة السبق فلا نرى المرابع الخضراء حولنا
فك يا راجل وبكرة احلى ان شاء الله .. قول يا رب