Friday, February 8, 2008

في الليلة الثانية لغياب الحبيب : لما انت ناوي ...




يفطر قلبي عبد الوهاب هذه الليلة ... كان يفعل هكذا قبل سنوات طوال واتساءل لماذا انا عاطفية لهذه الدرجة ... اعرف ان زوجي سيغتاظ من كل هذه الرومانسية البائدة وهو لم يطق ان احكي له عن احزاني لبعده عبر الماسنجر ... فعليا لم يكن هناك ما اقوله ... ليس ثمة جديد .. يسافر فأشعر باغتراب وكأنه هو كل عالمي واشعر اني أني بالضبط كأطفال الشوارع بلا اهل ولا جدران ...اعرف .. اعرف تمام المعرفة ان هذه ليست علامات ايجابية على الاطلاق وأن الحب يحتاج بعض الخشونة ... بمزيد من الدقة بعض القسوة يعيش كي يصبح نهرا يسير بين ضفتي الحبيبين اعرف ان الرجال يريدون امرأة تحب بذكاء ... وتعرف كي تجعلهم يتساءلون : هل ما زالت تحبنيواعرف أكثر من هذا ان احمد نصر الدين يعادي الرومانسية والعواطف وانه كجراح بارد المشاعر يشق جدار قلبي بأنامل من ثلج وحرير ويتركني اتألم .. يحب المي في الغالباعرف انه يشتاق للاولاد ولحمزة تحديدا وانني على هامش محبتهافضفض فقط كي لا اموت وانا التي تحب وجوده ... منذ 10 سنوات وأكثر وأنا اشعر انه يلون عالمي ينثر بهجة متحفزة وألما كالذي يشعر به الرياضيون في مسارات العدو (وانا كان نفسي اكون عداءة تهرب من العالم بساقين يسابقان الريح)اعلم انني لو كنت استطيع الافلات من اصبعيه لكان احبني أكثر واعلم واعلم واعلم .... اعلم انه كف عن سماع عبد الوهاب منذ سنوات طويلة ... لم يعد يتذكر العصاري التي كنا نسمع فيها معا "لما انت ناوي تغيب على طول" اعلم أيضا انه لا يحب الذكريات سنوات طويلة مرت ... كانت كجقنة المخدر البارد الذي جرى في شراييني قبل عمليات الولادة المتتابعة ، سنوات طويلة اشتقت فيها لمشاغباته ومشاغباتي .. كنا بنتا وولدا يتغديان فول وطعمية واحيانا لسان عصفور في فلفلة ويحفظ وجوههنا النادلون فيحيوننا بود حقيقي .. كان العالم صديقا لنا ... كنت احب ليلى مراد وهو يسخر من حبي لها وأؤرخ لعلاقتنا باغنيات أنغام ...ونشرب قهوتنا معا في الندوة الثقافية وسط دفء الصحاب الذين ما صدقوا أبدا قرارتنا بلانفصال ..تلك التي كانت تعيدنا معا لدفء ما جمعنا ... لم يكن حبا على ما اعتقد ... شئ اقرب من هذا ..شئ يجمعنا في بوتقة فريدة لم يجربها الآخرون لم يكن حبا .. لم تكن فيه ورود حمراء ولا فالنتين ولا الدباديب الهدايا ... لم يكن حتى كلامنا عاطفيا .. كنت اعرف انني برفقة صعيدي خشن تخدع وسامته الآخرين ... فيظنونه الفتى الحبيب وكان يعجبني .. لم يكن حبا .. كان العالم كله هو ما بيننالذلك سيستغرب احمد نصر الدين كثيرا هذه الليلة من المعزوفة العاطفية التي اعيشها بصحبة عبد الوهاب هذه الليلة ... ربما يقول لي ان ما عشناه معا لم يعشه عبد الوهاب في غرامياته المتعددة ولم يعشه حتى يوسف بك وهبي في الالف عام التي عاشها ... انه احمد نصر الدين الذي عشت معه منذ بدء الخليقة كأميرة فرعونية وصحفية مشاغبة وثورية جامعية تهتف في المظاهرات وتغني للحياة ... - قال لي انه احبني لأنه رآني انط من على سور الجامعة كي الحق بالمظاهرة - وأنا أحببته وهو قادم من المعتقل بقميصه الوردي وببسمته الاستثنائية كانت الجامعة بنجيلها الاخضر وقبتها الشامخة كالجنة نحلق فيها فنستطيع الغناء ... نستطيعه .. نعم ... كان لنا صوت حلو رائق .. يا لها من ذكريات احمد لا يحب التذكر وأنا لأنني لم اعد استطيع قراءة ما سيحدث غدا ولا تسعفني كل الفناجين المقلوبة التي تقرأها فاطمة خير لا استطيع الا ان ابكي مع عبد الوهاب وهو يغني "لما انت ناوي تغيب على طول" واتذكر ايامنا الاولي التي عشناها يوما بيوم فاكتشفنا اليوم انها تجاوزت العقد ولن اقول لك كما يقولون في الافلام الامريكاني التي تحبها "هل سنشيخ معا" لأني أأمل اننا لن نشيخ ابدا

2 comments:

فرصة سعيدة said...

اكتبي يا زوجة أخي ولا تملي من الكتابة
أن يراك العالم في كتاباتك شيء رائع
لكن الأكثر رئعانًا -جديدة دي مش كدة- أن تري العالم وتكتشفيه من جديد
رؤيتنا للعالم محاولة لتفادي رؤيته بقبحه الفج، والتماس أغاني جديدة للحب والحياة تساعدنا على تجاوز محنتنا المسماة كذبا بالدنيا
كئيب انا ومكتئب
ربما لأنك ذكرتني بأبو حمزة الطفل الكبير
السارح في ملكوت بريشة الرضا والسعادة يلون الدنيا باللون المبهج الذي يحبه
وربنا يديم المعروف

MariumaZ said...

حنان أنا قلت أعدي وأقرا المدونة كلها من بدايتها لغاية آخرها وأتابع على طول بعد كده
بجد البوست ده أثر فيا أوووي
بجد مفيش أجمل من الذكريات... إنتي عارفة إن الحاجات البسيطة دي لما الواحد بيفتكرها بتحلي حياته أوي وبتخليها مقبولة وتطاق
ساعات بننسى يا حنان إحنا حبينا الشخص ليه وإزاي.. بننسى تفاصيل الحب ده، لكن بنفضل شايلينه في قلبنا وبيكبر
عارفة برضه إن فيه ناس معندهاش ذكريات حلوة خالص
ربنا يديم الذكريات علينا نعمة
ويجمعك مع أحمد تاني على خير
بس لازم تفكريه بأغنية عبد الوهاب وساعات العصاري الخاصة دي