Sunday, March 2, 2008

عن هرشة السنة السابعة احدثكم


اشتريت وردا لاهديه لاحمد هذا الصباح ... ترددت كثيرا وانا اتذكر خالد صالح في فيلم احلى الاوقات ..هو يفضل كيلو كباب عن بوكيه ورد.. وهكذا زوجي غالبا ... انتهيت الى اختيار وردة واحدة القيتها في شنطة تحوى قميصا له وادوية ورواية وكارت ورباط جزمة ... بقية الباقة قررت ان اعطيها لابننا حمزة فهو سيقدر قيمة الورود اكثر من ابيه ...

انه عيد زواجنا السابع وانا اعترف لكم نحن نمر بها فعلا "هرشة السنة السابعة" ، كنت امرح قبل ايام وانا اقول ان ايامنا كلها هرشات لكنها في الحقيقة هذه المرة تأتي مالحة .. اخاف علينا منها فعلا .. هي موجة تختلف عن كل الموجات حتى للذي الف اهتزازات البحر

هو يتساءل الآن "اين ذهبت تلك الفتاة المفعمة بالحب والحياة؟؟؟" وانا بدوري اتساءل اين ذهب تفهمه وتعاطفه ؟؟ كل الرجال والنساء تساورهم الاسئلة في مثل هذه الايام وانا اقف مع نفسي منذ فترة كي اصحح المسارات وابحث عن ارض تستحق ان اضع اقدامي عليها ، انا نفسي اتساءل أين ذهبت حنان؟؟

اكتب .. لأنني منذ توقفت عن الكتابة اشعر بالغربة ... تستهلكني مشاكل صغيرة .. كدور برد قد يصيب حمزة والشغالة التي لا تنتظم في مواعيدها .. وحفاضات سارة التي تستهلك جزءا كبيرا من الميزانية .. والسوبر ماركت الذي يجهز قوائم جديدة للاسعار وينصحني "اشتري يا مدام قبل ان تنزل الاسعار الجديدة" وانا لا افعل عملا بنصيحة احمد الذي يرى في هذا صرعا استهلاكيا لا يليق بنا .. مع انني اشتري نفس الاشياء في اليوم التالي اغلى ... اكتب كي انسى

كنت سأرسل لاحمد اقول له "انني عاودت الكتابة .. بقى فقط ان افقد عشرة كيلوجرامات زادئدة حتى اعود الحبيبة الاولى وان كنت قد تخليت عن عادة استعمال طلاء الشفاه الاحمر القاني الذي كان يسميه"شطف النار" وهو يهديني مجموعة قصصية بذات الاسم لجمال الغيطاني ... اليوم اشتريت الاعمال الكاملة للغيطاني بدافع الحنين


ما قلب حالي هو الفيلم الذي شاهدته الامس لانجلينا جولي وكليف اوين (صرت احبه كثيرا) كانت فتاة تحب رجلا مهموما بتقديم مساعدات طبية في اماكن الحروب الساخنة ، لم يعجبني الفيلم كثيرا لكنه احالني لفيلم سنوات الحب والنضال لليام نيسون وجوليا روبرتس الذي شاهدته قبل سنوات بصحبة بعض الاصدقاء ، وبعد مشاهدته فورا تملكتني رغبة عارمة ان اتصل باحمد الذي كان في البلد وقتها وأن احكي معه ... لم يكن حبيبي حتى هذه اللحظة .. كانت فقط تعتريني التساؤلات "هل احب احمد نصر الدين فعلا؟؟ صرنا حبيبين فعلا بعدها بايام كنا نتهاتف في اليوم الواحد لساعات طوال احكي له عن كتب قرأتها وافلام شاهدتها واغاني احببتها وكان يحكي لي .. كان ما يخيفنا ان ينتهي الحب بان نفقد صداقتنا .. الجوهرة الاغلى في كل ما بيننا .. كنا ندرك ان شغفا ما قد حل بنا لكن تبقى الحكايات التي بيننا هي الاجمل وكأنه سحر شهرزاد .. كنا نقرأ الروايات ونتقمص قصص حب المحبين .. وتقلب حياتنا فلسفات الكتاب .. كان لدينا رفاهة الغوص في كل افكار العالم ... كنا نخوض النهر معا .. كان احمد يحب كثيرا ان يقول لي انه لا يحبني واننا اصدقاء .. وانا التي كنت ارى وميض ذلك الشغف مازال حاضرا في عينيه لم اكن اكترث كثيرا .. كنت امضي في اللعبة وبين الصداقة والحب تزوجني احمد ..

اعود للفيلم الذي ذكرني بالبعد الثالث الذ افتقدته "ان تكترث لما يحدث في هذا العالم" .حين احبني احمد كنا نعتقد أننا وان كنا صغارا قادرين على تغيير العالم .. قبض الامن ذات يوم على احد اصدقائنا .. اذكر اني تركت لاحمد ورقة "قبضوا على محمد .. انا ذاهبة لاخواته البنات" لم أكن ادرك ان الورقة ستؤثر في احمد كثيرا وأنه سيحتفظ بها كاحد الوريقات التاريخية ، قال لي انها ستذكره دائما كم كنت جدعة ... لم اعد هكذا ليس بفعل العامل الموضوعي فحسب ولا لان لا نحن ولارفاقنا بقينا في المواجهة ... شئ اكبر من هذا حدث داخلي ... لمسته وأنا اشاهد الفيلم ليلة امس .. تلك الدموع التي انهمرت مني ليس حزنا على فقراء افريقيا وضحايا الحروب .. صار قلبي جامدا حيال احزان العالم ... التي صارت مادة يومية نشاهدها على شاشة الجزيرة ونحن نتناول طعام الافطار ... لم ابك حينما ماتت الام المناضلة في انفجار لغم في الشيشان فهذا قدر الشهداء واختيارهم ... بكيت فقط حين رأيت اليتم في عيني طفلتها الصغيرة الجميلة التي تشبه نور ابنتي ...هذا هو ما حدث .. لقد صرت اما .. لم يعد ممكنا ان اترك ابنائي ولو لليلة واحدة قد ابيتها في المعتقل .. ولم يعد ممكنا ان اتصور ان تنتهي حياتي في اصلاح الكون وان اترك ابنائي لاحزان اليتم .. هذا هو ما حدث وهو شديد القسوة ، لقد فقدت حرية الاختيار ... صرت بتعبير مؤمن المحمدي "ابحث عن حل فردي للمشكلة الجماعية" تلك الجملة التي قدم بها لقصيدة قديمة اسمها تخاريف خريف .. جاء فيها ذكر اسمي واسم احمد نصر الدين .. كان هذا قبل ان نصبح حبيبين بسنوات

اعلم روعة ان تحب الفتاة رجلا مناضلا .. ذلك الرجل الذي يحمل على كتفه هم العالم فتتأمله الفتاة بعيون منبهرة وتتمنى لو تتعلق بذراعيه .. مع احمد كانت الحال هي روعة انت تحبي فنانا .. وهي اجمل كثيرا ... ففضلا عن الاسطورية التي تحيط بهامة المناضل والفنان كلاهما .. يبقى السحر الذي يضفيه الفنان على حياتك انه يلقي علي حياتك بالظلال في هجير الصحراء .. وكأنك ترتشفين شربة ماء باردة ورائقة في ظهر يوم حار .. سيحلق بك في عوالم لا يراها الاخرون .. عوالم سحرية وكأنه يهديك نظارة اخرى ترين بها العالم .. المشكلة انك بعد فترة قد تفقدي رؤيتك للعالم وتدمنين النظارة ، الفيلم الذي رأيتني فيه مع احمد هو ناجي العلي .. كنت اشعر ان احمد (وهو لمن لا يعرف رسام قبل ان يصبح كاتبا ومنتج برامج) ذلك الرسام المناضل .. الذي تربطه علاقة روحية بصديقته الصحفية ليلى ... لم يتزوجها وكنت اشعر ان علاقتي باحمد كانت ستكتسب سحرا اسطوريا لو لم نتزوج لو لم يؤطر ما بيننا .. ويصبح لدى كل منا واجبات تجاه الآخر .. لا اكذب ان قلت انني كنت سآتاكل غيرة لو فعلها احمد وتزوج امرأة اخرى ..امرأة تشبه امه وتصنع له بيتا نظيفا جميلا منمقا ... وتعد له 3 وجبات دافئة في اليوم .. وأنا هل كنت سأظل كطير طليق يحلق في عوالم اكثر اتساعا .. كيف كان يمكن ان يصبح ممكنا الا يكون لدى حمزة ونور وسارة .. وما هو طعم الوحدة التي كنت سألوكها
اقول لكم هذه كلها اسئلة لم اكن قد حسمت اجابتها قبل 7 سنوات ونحن نوقع على ورقة يكتبها المأذون .. كنت افكر فقط في انني سانتقل غدا لاعيش مع احمد في بيت آخر غير بيت اهلي .. ولم افكر في الابد الذي قد يكون افق العلاقة فقد ادركت من صحبتي لاحمد انه غير مأمون وانه قد يقول لي في يوم الصباحية "انه لا يصلح للزواج واستقراره" في الحقيقة فقد فاجأني احمد بميوله الاستقراريه اما انا فقد ظل ارتباكي لم اجد طريقا بين طريقين يحفظ لي القي القديم وسط بقائي ساعات طويلة اعد المكرونة والكوسة وطواجن اللحم بعد عودتي متعبة من العمل .. ارتباكي استمر 7 سنوات كاملة ..والليلة تزيدني الكتابة اكتئابا على غير العادة .. حيث ادرك لاول مرة ان الكتابة قد لا تقدم كل الاجابات
...

13 comments:

مصطفى كامل (مصرررررى قووووى) said...

حنة
اولا:لن تجدى كافة الاجابات المنشودة من خلال الكتابة
وانما الاجابة ستجديها من داخلك
فبعد فترة قصيره جدا من التأمل داخل انفسنا نجد تلك التغيرات الجوهريةالتى المت بنا
والتى بمجملها تشكل هذا التغير الرهيب فى شخصيتنا
ننظر بداخل انفسنا نجد تعمق اكثر لاحساس الجبن والخوف
الجبن والخوف على كل شىء ولا ى شىء الخوف على الزوج والابناء والحياة المستقرة والخوف من ردود الافعال حتى نتحول الى مسوخ مشوها من شخصيتنا الاصلية والتى لن يعجز الشريك وقتها فى اكتشاف هذه التغيرات التى المت بشريك حياته
ووقتها من الممكن ان تتحقق كل المخاوف السابقة بمنتهى اليسر
اتمنى ان يعود كل زوج وزوجة الى سابق عهده مع شريكة ومع ذاته بلا خوف
بلا ادنى خوف
ممكن وقتها الدنيا تبقى كويسة والهرشة تقل
المشكلة انى عايش الهرشة بقالى 6 شهور
وعامل فيها منصح ومنظر اجتماعى
حاجات تجنن

قبل الطوفان said...

أجمل ما في هذه التدوينة أنها حقيقية
تمسنا جميعا بصدق التفاصيل اليومية والمشاعر الإنسانية، والأزمات العابرة والضحكات الخاطفة التي تمنحنا بعض الألق أو سرق منا بعض الدموع
لكن المهم أننا هنا..نواجه مطالب من نحب وأزمات من نرتبط معهم وحكايات الناس المحيطين بنا
والأهم مرة ثانية: هذا نص أخاذ

aliaa abdalfatah said...

الصدق الذي تتحدثين به هو سر جمال هذه التدوينة الرائعة
فكلماتك الرقيقة جلعتني اسرح بعيدًا انتي تتكلمين بعد سبع سنوات
انا مازالت في الشهر الرابع وافكر فيما تتحدثين عنه.
عن الكتابة عن الزواج عن البيت عن الأحلام.
تحياتي لكي
واتمنى التواصل دومًا
تقبلي مروري

أحمد عبد الفتاح said...

مساء الخير
كيف الحال
أولا: كل سنة وانتِ طيبة مع زوجك الكريم وربنا يديم عليكم نعمة الحب
ثانيًا:أنا مش هعلق على المشاعر الراقية اللى وصفتيها.. بس عاوز أقولك ان أسلوب كتابتك شدنى جدًا.. أنا نفسى أكتب بالتلقائية دى:)
تحياتى

None said...
This comment has been removed by the author.
None said...

اسلوب رائع بجد

يخلى الواحد يتشد ويسرح بخياله
اسلوب وصدق ومفردات و تلقائيه بجد روعه

اه صح

كل سنه وانتى وزوجك طيبين


وسلااااااااااام

المـــفـــــــقــــــــوعـــــة مــرارتـهــا said...

حنة انتي مش لواحدك في ازمة السنة السابعة ودي مش اول مدونة ازورها تتكلم عنالسنة دي واضح انها وباء ومنتشر

اما عن الفيلم فلقد شاهدته ولم تعجبني النهاية المأساوية

حنة said...

اصدقائي : لا تعرفون كم اسعدتني تعليقاتكم على هذا البوست تحديدا
د. ياسر .. كنت افتح التعليقات كل شوية علشان اقرا تعليقك واشعر بفرحة كبيرة واستعيذ بالله من شر الغرور
مصطفى .. بجد انا لا اعرف كيف اغوص بداخل ذاتي الا من خلال الكلمات التي اكتبها .. ودي عادة اكتسبتها من ايام المذاكرة ... وربنا يعدي الهرشة علينا وعليك على خير
عاليا اشكرك على الاطراء وانصحك الا تخافي من السنة التي ستزورك بعد 7 سنوات فقط استعدي لها بالا تجعلي شيئا ينال من روحك
احمد عبد الفتاح اشكرك ايضا وانت يا عم بتكتب احسن مني مية مرة .. بجد مش باجامل
فنان جيولوجي وانت طيب وشكرا مرة اخرى على الاطراء
المفقوعة مرارتها .. الفيلم لم يعجبني فعلا لأنه كان فيه روح متعالية من الجنس الابيض الذي سيحرر البشرية سودا وصفرا .. وشيشان وافارقة .ز لهذا لا احبه .. اقول لك سر كمان انا لا احب انجلينا لسببين (بس ف سرك) انها لا تشبهني اطلاقا هي عكسي في كل شئ بيضا ورفيعة وطويلة وعينيها زرقا .. والثاني اني بحب براد بيت جداااااا

ام مليكة said...

حنة
عنده حق جوزي يتجنن بالبوست وانا اقول ماله براء عمري ما شفته معجب ببوست قوي كده اتاريه لقى كلام حب وغرام ومشاعر حلوة قوي بتقولها الست لجوزها

بجد بوست حلو قوي حنان انا مش عارفه انتي مكنتيش بتدوني من زمان ليه انت بتكتبي حلو قوي وبتعبري بشكل هائل عن مشاعرك

Unknown said...

العزيزة
حنه
قلبى معاك فانا منذ 17 عام وليس 7 فى هذه الحياه والحمد لله عايش وزوجتى عايشة
ونقول ( الله انى لا اسالك رد القضاء ولكن اسالك اللطف فيه ) هههههههه
عزيزتى هذه زيارتى الاولى لمدونتك وكم انا سعيد بها واتمنى ان نتواصل دائما

جميز said...

هرشة السنة السابعة بقت بتظهر بدرى دلوقتى , و يمكن من الشهر السابع

لكن تصدقوا بالله , أنا خايف دلوقتى من هرشة السنة السابعة للمخطوبين

فترة الخطوبة بتطول أوى يا جماعة

الشاطر حسن said...

بتقولي إن الكتابة زادتك اكتئابا
أنا شايفة أن الكتابة زادتك سحرا وجمالا
ميرسي على المدونة الرائة التى فتحت أمامى بابا من التساؤلات
مش عارفة هتنتهي إزاي
يعني انتي بتقلبي علينا المواجع يا أستاذة حنان
بس والنبي قولي لي أيه أخبار هرشة السنة الثانية
عيد جوازنا التاني يوم 28 مارس
دعاء سلطان

ghkholy said...

طبعاً يا حنان قريتها.. و لا أخفيكى سراً.. أنا من زمان بابص من بعيد على المدونات، ساعات اتشجع قوى، و اقول لازم اعمل مدونة.. لازم اعلّى صوتى، بالغنا، بالبكا، بالشكوى.. أى حاجة بس افضفض. لازم انشر كتاباتى اللى محبوسة ف الدرج من زمان عشان اصدق ان ليها متنفس و ارجع اكتب تانى.. و دى كانت جملة السر: أرجع اكتب تانى.. أخيراً لقيت حد تانى زيى.. نفسه يرجع يكتب تانى، عشان يلاقى نفسه تانى، أو عشان يلاقى حد احسن من نفسه شوية.
التدوينة دى بالتحديد خبطت فيا جامد.. و أدركت ان كلنا ف الحلم سوا، و كلنا ف الهوا سوا، و قررت ارجع اكتب.. و رجعت.
طبعاً يا حنان قريتها، و قريتك.