Thursday, June 18, 2009

الجيش المصري فين ؟؟ سيبوه نايم في حاله

الاسبوع الماضي ، وبينما كنت اعاني ارهاقا شديدا ، إلا انني تسمرت امام التلفزيون لكي اشاهد حوار عمرو الليثي مع تامر حسني ، لا يصدق احمد انني احب تامر حسني .. بصفتي "مثقفة وطنية " ، لكنني احاول اثبت له كل يوم انني احب اغنيات تامر وشيرين ونانسي واليسا وحماقي وكل ما لذ وطاب من مطربي النيو لوك ، اهتم بتامر اهتماما خاص لأنه الستاندرد للشباب المصري في اللفية الثالثة ، تحدث تامر في حواره من الليثي مطولا عن قصته الأشهر "هروبه من التجنيد " ، وقدم ما يعتقد انه مبررات كافية لشاب في مطلع العشرينات من عمره .. يريد ان يواصل حياته .. متجاوزا سنة التجنيد الاجباري .هل قضى عبد الحليم حافظ او محمد عبد الوهاب سنة التجنيد الاجباري وخدمة العلم ؟؟ سالت صديقي كمال سلطان ، الذي اعتقد ان عبد الحليم ان عبد الحليم بحكم ظروفه الصحية لم يفعلها ، أما عبد الوهاب فهو الفتى المدلل .. والله اعلم .ترتبط الخدمة العسكرية بالوطن .. كما ارتبط الوطن في اذهان كثيرين من رفقتي بالأغاني الوطنية الستيناتية لعبد الحليم وعبد الوهاب وام كلثوم (محظوظة كونها من النساء ) . انا لا اريد ان اتحدث عن تامر حسني ولا عن الخدمة العسكرية ولا عبد الحليم وعبد الوهاب ولا الستينات ، ما اريد ان اتحدث عنه حقا هو "الجيش " ذلك العملاق الذي قام بالثورة المباركة في 52 ، وحارب خمس حروب ، انهزم وانتصر ، لكننا تربينا على انه حامي الوطن ودرعه ، وانه المؤسسة الأكثر شرفا في هذا الوطن ، وانه رمز الانضباط (قد تكرهه لو كنت ليبراليا او فوضويا أو عبثيا ) .. لكن لم يكن واردا انه تكرهه بحكم كونك ديموقراطيا ، الجيش الذي تهرب من الالتحاق به تامر حسني وآخرون ، لماذا نتحدث عن الجيش ؟؟ ببساطة لأن مصر في مفترق طرق .. كلكم تعرفون .. ولأن الطريقين اللذين يبدوان وكانهما بلا ثالث هما طريق التوريث أو طريق الجيش ، يراهن بعض الوطنيين على ان تدخلا للجيش في اللعبة السياسية قد يكون حلا ناجعا للأزمة التي قد تدخل فيها مصر بحكم الفراغ السياسي الذي قد يخلفه موت الرئيس ، والا فالتوريث أمامكم وجمال خلفكم . ومصر في جيب لجنة السياسات وبالرغم من انه منذ ما يقترب من الخمسة والاربعين عاما قام ضابط شاب (كان وقتها اصغر من جمال مبارك بحوالي عشر سنوات ) واسمه جمال عبد الناصر ، بقيادة حركة ضباط الجيش لتغيير مصر .. لن اذكركم بمدى الفارق بين جمال عبد الناصر وجمال مبارك فالعارف لا يعرف ، لكنني اريد ان اذكركم بالفارق بين جمال عبد الناصر وعمر سليمان (المرشح لسدة الحكم ممثلا للجيش ) 1. جمال عبد الناصر هو بن الحركة الوطنية المصرية ... تشرب ماءها من الاخوان والشيوعيين ومصر الفتاة .. ، عمر سليمان هو ابن هذا النظام الذي نريد تغييره 2. جمال عبد الناصر كان ضابط شاب ثائر بينما سليمان لو فعلها فهو جنرال عتيد طامح للسلطة 3. جمال عبد الناصر قام بثورته بعد مشاركته في حرب فلسطين ، واكتشافه عمق الفساد المتغلغل في قصور السياسة ، بينما سليمان لا يفعل أكثر من الضغط على حماس لصالح فتح والضغط على الاثنين لصالح اسرائيل ، وهو آت من قصور أشد فسادا 4. عبد الناصر رئيسا وسع دور مصر ودعمها لحركات التحرر الوطني في العالم بينما سليمان قلص دور مصر الخارجي وجعله منحصرا في النقطة السابق ذكرها : الضغط على حماس لصالح فتح والضغط على فتح لصالح اسرائيل ، بينما ملفات أخرى وثيقة بامن مصر كالسودان .. مثلا نجد ان الدوحة وليبيا وبلاد تركب الافيال تلعب فيها دورا محوريا اكثر مصر ، بالطبع هذا يشرح كم هي مصر غائبة من خريطة الفعل السياسي في العالم تعالوا نعود لقصة تامر حسني ، فما فعله تامر لم يكن لأن الولد نجم صاعد في عالم الغناء مشغولا بالجل الذي سيستخدمه لتثبيت شعر راسه ولا بتربية شعر صدره الذي صار شهيرا ، ما فعله تامر هو ما قد يفعله اي شاب مثله حتى ولو كان اقصى طموح له ان يجد وظيفة كوردنيتتور في موبينيل ، اعرف صديقا فعل ما فعله تامر بالضبط ونجا .. من الجيش والحبس معا لكن ظل يدفع الديون التي خلفتها الرشوة التي دفعها لضباط كبار في الجيش للحصول على الاعفاء ، حتى هذه اللحظة رغم مرور سنتين اعرف صديقا آخر قضى سنة الجيش وخرج في أزمة نفسية حادة لفرط ما تلقاه من معاملة اقل ما توصف به هو الاذلال الذي بلا سبب ، صديقي هذا هو مثقف وطني ايضا ..مؤمن بهذا الوطن وكان يجدر به ان يقضي سنة الجيش في الدور الطبيعي للجيش ، الحرب ، او الاستعداد للحرب ، وقتها كان سيشعر بالكرامة حتى لو كان قريبا من الموت .، هل هذا هو الجيش الذي ننتظر منه الخلاص ، واذا كان مخلصا فكيف لم نر أماراته وكرامة مصر تهان ، ومصالحها القومية وأمنها مهددان في كل لحظة ، بينما هو .. "بيقوم م النوم العصر وبيفطر شاي ومنين " حسب قصيدة شهيرة لمحمد بهجت .اقول لكم : تامر حسني مخطئ ، وصديقي المديون حتى هذه اللحظة بفلوس رشوة الاعفاء ، مخطئ ، وكذلك مايكل نبيل الذي يرفع شعارات تغيظني كل يوم "لا للتجنيد الاجباري" مخطئ ، لكنهم ليسوا مخطئين بقدر الذين يرهنون مستقبل مصر بهذا الجيش ، وذا كان التفكير في الجيش تعبيرا عن فقر البدائل فعلينا ان نفيق الأن وننتبه جيدا ونبحث عن بدائل وافهموا جيدا اننا في سنة 2009 حيث انقرض حكم العسكر .

No comments: