وجدتني هكذا ادخل شارع العشرين في قلب فيصل ، كنت قد سرت كثيرا جدا ، من اول شارع الهرم ، احب المشي كثيرا واعتبره فرصتي الكبرى للتأمل ، احب كذلك أن تكون تمشيتي في شوارع يقطنها البشر .. لذا ربما صرت احب ان اتمشى في فيصل تحديدا مؤخرا ، مفيش بشر اكتر من كده، حينما وجدتني ادخل شارع العشرين أدركت انني لا احب المشي كي أتأمل احوال الناس فحسب ، لكن كي أتأمل حكايتي ايضا ، هنا شارع العشرين وهنا عشت اربع سنوات تقريبا ، كل هذا الزحام ، كل هذه الفوضى ؟؟ ترى هل اشتقت اليها ؟
حينما سكنا فيصل اول مرة كانت الشقة التي استأجرناها في منطقة حسن محمد ولكن التاكسي الذي استأجرناه وحملنا به بعض ما اشتريناه من لوازم الزواج اصر ان يقطع بنا الرحلة عبر شارع العشرين ، لم نعترض ، لم نكن نعرف كثيرا عن زحام العشرين وميكروباساته التي ليس لها قانون ، وظل السائق طوال الرحلة يحدثنا عن حلمه بامتلاك شقة في العشرين .
الشارع كما هو تماما ، نفس البشر ، نفس الميكروباسات ، نفس الزحام ، المالكي ، محلات الدهب ، بواقي التصدير ، اين ذهب حسام ؟ كان يجلس هنا يستذكر دروسه وهو يبيع الفاكهة ، كنت استجدعه كثيرا ، لعله قد جبر (انهى البيع والشراء ) وعاد لبيته محملا برزق يومه وكتبه واقلامه ، اثنين فقط من معالم الشارع هي التي تغيرت : محل الاسماك الذي كان على اول الشارع تحول لمحل كشري ، وامامه تحول محل كان لبيع الخردوات والملابس لمحل عطارة جديد وغريب ، على واجهته كتب انه فرع لاحد المحلات بالسعودية وبالداخل ادركت انه سعودي المال والثقافة ، كانت العطارة التقليدية كالزعتر والبردقوش ورجل الاسد والمريمية تباع جنبا الى جنب مع احدث مواد التجميل التي تطالعنا اعلاناتها يوميا على قناة ام بي سي .. هنا زيت الزيتون والحناء الى جانب جي اي كازانوفا وانتينسف كار ودابر املا باسعار غير التي اعتدنا عليها في مصر ، اشتريت حناء وسألت عن مادة جديدة في العطارة وجدتها في مدخل المحل : اسمها دم الاخوين ، كانت حمراء وتشبه الشعاب المرجانية وقال لي البائع انها تستخدم لوقف النزيف.
بالقرب من محل العطارة كان يقف بائعا للورد ، كان جديدا ، وكان غريبا ان يشترى الناس ورودا في هذا الجو الهيستيري من الزحام والفوضى ، كانت ميكروباسات الفولكس تدعو المارة واحدا واحدا للدخول الى قلب العشرين ، لكني مشيت قليلا ، هنا كنت اصطحب حمزة في تمشيات ليس لها هدف .. سوى ان نتمشى وربما نشرب كوب عصير قصب ولا مانع من التسوق له بشراء بعض التيشرتات القطنية ، كان البائع يعرفه جيدا .. لكن باسم غير اسمه ، كان يسميه زكريا وكنت احب هذا كثيرا فزكريا اسم كحمزة فيه من التاريخ وله قصة .. ويحبه الله .
لم اجرؤ ان اخطو خطوات اكثر باتجاه شقتنا القديمة ، خشيت على قلبي ان تلمسه الاحزان ، كانت شقة لطيفة .. احببتها حقا وانجبت فيها حمزة ونور ، وحلمت احلاما لم استطع تحقيقها بعد . الله كريم .
عدت ادراجي ، اشتريت لحمزة قلة ، وكان يسألني عن القلل ، كلما غنينا معا "البحر بيضحك ليه وانا نازلة اتدلع املا القلل " واشتريت له ايضا فولا اخضر وظل يسألني كثيرا " هو الفول ممكن يبقى اخضر ؟؟ قلت له : نعم في مصر واسمه فول حراتي ، اريده ان يعرف مصر جيدا .
حينما سكنا فيصل اول مرة كانت الشقة التي استأجرناها في منطقة حسن محمد ولكن التاكسي الذي استأجرناه وحملنا به بعض ما اشتريناه من لوازم الزواج اصر ان يقطع بنا الرحلة عبر شارع العشرين ، لم نعترض ، لم نكن نعرف كثيرا عن زحام العشرين وميكروباساته التي ليس لها قانون ، وظل السائق طوال الرحلة يحدثنا عن حلمه بامتلاك شقة في العشرين .
الشارع كما هو تماما ، نفس البشر ، نفس الميكروباسات ، نفس الزحام ، المالكي ، محلات الدهب ، بواقي التصدير ، اين ذهب حسام ؟ كان يجلس هنا يستذكر دروسه وهو يبيع الفاكهة ، كنت استجدعه كثيرا ، لعله قد جبر (انهى البيع والشراء ) وعاد لبيته محملا برزق يومه وكتبه واقلامه ، اثنين فقط من معالم الشارع هي التي تغيرت : محل الاسماك الذي كان على اول الشارع تحول لمحل كشري ، وامامه تحول محل كان لبيع الخردوات والملابس لمحل عطارة جديد وغريب ، على واجهته كتب انه فرع لاحد المحلات بالسعودية وبالداخل ادركت انه سعودي المال والثقافة ، كانت العطارة التقليدية كالزعتر والبردقوش ورجل الاسد والمريمية تباع جنبا الى جنب مع احدث مواد التجميل التي تطالعنا اعلاناتها يوميا على قناة ام بي سي .. هنا زيت الزيتون والحناء الى جانب جي اي كازانوفا وانتينسف كار ودابر املا باسعار غير التي اعتدنا عليها في مصر ، اشتريت حناء وسألت عن مادة جديدة في العطارة وجدتها في مدخل المحل : اسمها دم الاخوين ، كانت حمراء وتشبه الشعاب المرجانية وقال لي البائع انها تستخدم لوقف النزيف.
بالقرب من محل العطارة كان يقف بائعا للورد ، كان جديدا ، وكان غريبا ان يشترى الناس ورودا في هذا الجو الهيستيري من الزحام والفوضى ، كانت ميكروباسات الفولكس تدعو المارة واحدا واحدا للدخول الى قلب العشرين ، لكني مشيت قليلا ، هنا كنت اصطحب حمزة في تمشيات ليس لها هدف .. سوى ان نتمشى وربما نشرب كوب عصير قصب ولا مانع من التسوق له بشراء بعض التيشرتات القطنية ، كان البائع يعرفه جيدا .. لكن باسم غير اسمه ، كان يسميه زكريا وكنت احب هذا كثيرا فزكريا اسم كحمزة فيه من التاريخ وله قصة .. ويحبه الله .
لم اجرؤ ان اخطو خطوات اكثر باتجاه شقتنا القديمة ، خشيت على قلبي ان تلمسه الاحزان ، كانت شقة لطيفة .. احببتها حقا وانجبت فيها حمزة ونور ، وحلمت احلاما لم استطع تحقيقها بعد . الله كريم .
عدت ادراجي ، اشتريت لحمزة قلة ، وكان يسألني عن القلل ، كلما غنينا معا "البحر بيضحك ليه وانا نازلة اتدلع املا القلل " واشتريت له ايضا فولا اخضر وظل يسألني كثيرا " هو الفول ممكن يبقى اخضر ؟؟ قلت له : نعم في مصر واسمه فول حراتي ، اريده ان يعرف مصر جيدا .
..
عدت لمآواي الأخير ، شارع النادي الرياضي .. حيث الهدوء ، كانت ما تزال اصوات شارع العشرين ترن بأذني كسارينة الدورية الراكبة .. اشتقت كثيرا للبيت ولكوب من الشاي بالنعناع كالذي كنا نشربه كل ليلة انا واحمد .. اشتقت لاحمد كثيرا جدا .
عدت لمآواي الأخير ، شارع النادي الرياضي .. حيث الهدوء ، كانت ما تزال اصوات شارع العشرين ترن بأذني كسارينة الدورية الراكبة .. اشتقت كثيرا للبيت ولكوب من الشاي بالنعناع كالذي كنا نشربه كل ليلة انا واحمد .. اشتقت لاحمد كثيرا جدا .
21 comments:
انا ما بحبش اوى امشى فى الشوارع التى تحوى البشر انا اصلا عايزة اسيب كوكب الارض خالص
زهقت من البشر
حلو قوى جو الحنين للماضى ده
بجد احنا عيله بتحب الزحمه يعنى منقدرش نطلع من القاهره
زى كده ما روحت اسوان قعدت يوم ورجعت فاكره
انا بقى فاكر انى هزقتينى
دائما ما نحن لذكريات جميلة حتىوان كانت فى هذا الجو الصاخب
عامةكنت اعتقد اننى اريد العيش فى حياة هادئة
فىالسلمانية مثلا
لا شىء يعكر صفوى
ولا اصوات لا تعبر عن ادمية
ولكنىاكتشفت مؤخرا
اننى لا استطيع
التحرر من تلك الحياة
انها حياة البشر والتامل
اشكرك حبيبتى
سلامو عليكم
ازيك يا فندم
بنعتذر عن الغياب الفترة اللى فاتت
بالنسبة للتدوينة
أنا حاسس بيها أوى.. لأنى بحب التدوينات الجغرافية القريبة منى دى:)
انتى جميلة اوى ع فكرة ياحنة
تعرفى انا كمان بتحصلى حالة الحنين دى لحاجات كتير كنت بعملها وبشوفها ومبقتش موجودة ف حياتى بفعل توالى االأحداث والزحمة
ميرسى ع رايكف مدونتى
ومستنياكى تانى
جوة كل انسان حاجات كتير وافكار واحلام وبرضة ذكريات وحنين لاماكن واشخاص مروا فى حياتة بالصدفة ومتهيألى بيبقى شىء جميل ان كل واحد يفتكر الحاجات الجميلة اللى كانت فى حياتة دى فى حد ذاتها متعة
مدونة رائعة تحياتى ليكى ياحنة
مش عارفة والله يا حنان إنتي بتحبي الزحمة إزاي؟؟؟
أنا مش بطيق التواجد الكثيف للناس ولا الضوضاء اللي خلاص بقت من أساسيات اخلاقيات المصريين وثقافتهم ... مفيش مساحة للتنفس ولا لإحترام مساحة الآخر... سميه بقى فلكلورية ... سميها ترابط إجتماعي... أنا بصراحة بسميها ضوضاااااااء ودوشة عمال على بطال... يابنتي كفاية العوادم وريحة مليون نوع أكل يسدوا نفسك مع الطين اللي في الشارع... ويا سلام لو ماسورة مجاري كمان طافحة تبقى حاجة عسل
على العموم أنا عامةً عمري ماقدرت اتأقلم مع منطقتي فيصل والهرم تحديداً عن باقي مناطق القاهرة والجيزة... وده لأني طول عمري كنت عايشة في مصر الجديدة وبعدها الرحاب ولما تجوزت جيت الدقي اللي بعتبرها زحمة وخنقة ومفهاش ذوق، مع إني ساكنة في شارع هاديء
والي بقوله ده مش غطرسة ولا أنافة ... لا والله... أنا بس عمري ما حبيت الوحمة ولا عمري حبيت أي مكان في وسط البلد
في جميع الأحوال... الحنين لذكريات المكان اللي الواحد قضى فيه فترة فترة مهمة من عمره وله فيه حكايات غالباً ما تكون مبهجة ولكن مصحوبة بالحزن على ترك المكان ده... حنعمل إيه بقى هي الدنيا كده
لك الح في الرجوع الي الزمن الماضي فهو يحمل في ايامة التي مضت تاريخ وذكري وكلما كانت طية وقية الي القلب كلما كانت جميلة
اباهيم
ادعوكي لزياة مدونتي
لحن الغروب
جميل جدا أن الانسان يشعر بالحنين لمكان معين
عن نفسي..فأنا زهقان من كل حاجه و لا أشعر بأي حنين لشيء
:)
تحياتي يا حنان
انتي يا جميلة إسمك حنان
وعشان كده عندك حنين للناس والأشياء
ربنا يجمعك مع أحمد على خير يارب
وملاحظتك لما حولك والإنخراط في العالم شيء جميل أوي
تحياتي يا حنة
:)
عارفا انحنا بجد بقينا مدمنين زحمه
بقينا مدمنين نبقى وسط الناس
قعدت احوش واحوش
ههههههه
واشتريت شقه فى مدينة الشروق
قلت ابعد عن الزحمه والخنقه وكدا
وياستى هى ديتها شهرين
زوجتى اتخنقت من الهدوء
هههههههه
وعدم النميمه
وانا كمان اتخنقت والله
تقوليش بنعشق الزحمه واللمه وسط الناس
وادى الشقه مقفوله تسمع صوتك
ورجعا تانى لشقتنا
تحيااتى وتقبلى مرورى المتواضع
احمد سكر
عاليا
انا بالعكس بحب الناس بس باكره الزحمة برضه ..
يا شمعي ده مش حنين للماضي .. انا بجد مش عاوزة اسكن في العشرين تاني اطلاقا
بس باحاول افهم حياتي كانت ازاي وبقت ازاي
برضه يا محمد انت عارف انا بحب الهدوء بس بحب الحاجات اللي بتديني فرصة اتأمل حياة الناس
انا هاسيب القاهرة اساسا واروح الصحراء
اقول لك حاجة وانت اخويا برضه
زمان كنت باخاف م الهدوءلأنه بيحطنيفي مواجهة مع نفسي بسدلوقتي اتصالحت معاها عقبالك
انا برضه يا شيماءنفسي كده زيك اسكن في حتة هدوءبس كل شوية انزل الشوارع الزحمة اشوف الناس
كنا مفتقدين يا احمد فعلا وانت برضه مش غريب عن الاجواءبس الهرم ارحم من فيصل كتير
دعاء انتي اجمل ومدونتك جميلة .. وهازورها دايما
facemoon تجربتيفي السكن في العشرين ما كانتش حلوة قوي بس هيفي الآخر حتة مني
يا مريم انتي برضه رايقة قوي وكنتي ساكنة في الرحاب .. بس انا لما باقعد كام يوم محبوسة مع الولاد بابقى نفسي انزل بعدها اتمشى في كل شوارع مصر
ابراهيم انا برضه مختلفة معاك
انا مابحبش الرجوع للماضي
بس هو الشئاللي باملك معرفة عنه فباقدر اكتبه والمستقبل لا يعلمه الا الله
لو اعرفه كنت كتبته
مايكل لو زهقان يبقى لازم تعمل حاجة جديدة ..فورا
مي انت اجمل يا حبيبتي انا بس باحاول اقلدك في ابداعك الجميل بس لا اجد حولي الا اشياء خشنة اكتب عنها
سكر انا مش عارفة لو سكنت في مكان هادي قوي هاعمل ايه .. يمكن ازهق برضه يمكن
اول زيارة لمدونتك و عجبتني اوييي بجد
اسلوبك جميل و مشوق فعلا
لفت نظري شارع العشرين
قلت ايه ده هو شارعنا اتشهر اوي كده
هههههههههههههه
حسيت كلامك اوي يمكن لاني من اكتر الناس اللي بتعاني دوشة شارع العشرين
بس بردو بعشق حيويته و الناس اللي تفضل سهرانه لحد الفجر
مدرستي الجميلة و عمارتي و بيتي
كل حته ليه فيها زكريات
بحب بردو اوي امشي في الشارع و اتامل وشوش الناس
بلاقي كل حد تعبيرات وشه مختلفة تماما عن التاني
و كأن كل انسان يمشي مغلفا ببلورته الشخصية تعزله تماما عن كل ما يحيطه
و يبقي متعايشا مع ذاته و حياته هو فقط
معلش طولت عليكي
بس قلت يعني لازم ادي كلمتين كده لشارع العشرين
ههههههههههههه
تحياتي ليكي و لمدونتك الرائعة
أريه مصر الحقيقيه الأن قبل أن تذوب في وسط الزحام
....
هذا ما نسميه رائحة المكان التي تظل في أذهاننا على مر الزمن ...حتى وان لم يكن المكان لميكن موجودا
شارع العشرين دة صعب اوى
كنت داخل اقول انه شارع صعب اوى برضه
يعنى حتى لو بتحبى الزحمة لكن ده شارع لا يطاق
و اسلوبك جميل و دى اول زيارة ليا ومش هتكون الاخيرة
تحياتى
بصراحة أنا من كتر ممشيت فى شارع فيصل اتخنقت منه
بس أول مبسافر أى حته كام يوم وارجع بمواصلات بتعدى فى شارع فيصل باحس انه واحشنى جدا وكأنه بيتنا الكبير
متهيألى ده احساس طبيعى بالحنين للمكان اللى الانسان ارتبط معاه بذكريات وأحلام وآمال بغض النظر عن الزحمة وبقية السلبيات
الحتة اللى فاتت هتقولى عليها انها مبتنطبقش عليكى بس هو ده تفسير الاحساس اللى انا بحسه لما اروح حتة مروحتهاش من زمان
مشاء الله ده انتى كاتبة بقى
Post a Comment