Thursday, May 21, 2009

عن الموت والشماتة والتوريث .. في انتظار خبر




احيانا اعتقد انه لا حاجة لجهنم .. يكفي ان تحرم من بهجة الحياة عقابا .. ، لا احب الموت .. لكنه سيأتي على أية حال ، في طريقي كانت عربة اسعاف تنقل شخصا داهمه عرض ما بينما هو يتسوق بمول الامارات ، تذكرت جملة فاطمة خير "لا شماتة في الموت فهو أقرب الينا من حبل الوريد" ، تعرف فاطمة انني لا انسى أبدا أن الموت أقرب من حبل الوريد .. نحن نرى الموت كل يوم على شاشة الفضائيات معنونا بالخبر عن من يموتون في غزة .. والعراق وافغانستان .. من يقتلون قرب المعابر وداخل بيوتهم التي كان لابد ان تكون آمنة .. أعرف أن الموت قريب لدرجة أننا لم نعد نهتز له .. وتعرف أيضا انني لا اشمت فيمن يصيبهم قضاء الله .حين سمعت بوفاة حفيد مبارك بهت .. ، في البداية لم اتصور كيف يعيش مبارك كل هذا العمر فوق رقابنا بينما يموت حفيده .. الصبي الصغير الذي لم يحكم ولم يظلم ولم تكن حياته وموته مسالة تغيير ديموقراطي ، فكرت أن أكتب "مبارك قاهر الموت ، يموت حفيده ، ويعيش هو " لكنني تحرجت وصمتت .. وأكتفيت بالبقاء لله" .ثلاث ايام وانتشرت شائعة دخول الرئيس في حالة صحية حرجة ، موت محمد علاء الذي اكتسب خاصية كونه حالة انسانية بحتة لا يتشابه مع الموت المتوقع لمبارك .. الذي يبدو لي منذ زمن طويل أنه وسيلة التغيير الديموقراطية الوحيدة المتاحة للمصريين .. واقعيا وحتى لا ازيف مشاعري لا يمكن ان ادعي حزني في حال موت مبارك ،، اعتقد ان كثيرين مثلي .. اي شخص ينتظر أن تتحسن احوال مصر لا يرى سبيلا لهذا سوى بموت مبارك حيث تعذرت وسائل التغيير الديموقراطي الطبيعية كبقية شعوب الله ..مبارك مريض في المستشفى حزننا على حفيده الراحل .. الذي أثارت وفاته المفاجئة تعاطف كل المصريين .. مبارك في الأغلب هو جثة تجلس على كرسي الحكم منذ سنوات طويلة بينما يدير البلاد الهانم وولدها .. ومن وقتها ارتفعت درجة الجحيم الذي نعيشه من الدرجة الرابعة للدرجة السادسة ، لكن الجثة وقد آن أوان موتها الحقيقي .. ومع موجة التعاطف الجارفة الحنان من شعب طيب وبن حلال سيكون هذا هو انسب ظرف للتوريث واهو جمال برضه عم الواد وقلبه مكسور على ابن اخوه .من هنا تأتي خطورة التعاطف .. فمن التعاطف ما قتلالموت قريب .. قد اموت قبل أن اضغط على زر نشر هذه التدوينة .. قد أموت بعد ساعات في الفراش .. قد اموت وكدت أفعلها في حادث سيارة غير غامض .. لا يؤخرون اجلهم ولا يستقدمون .. الفارق بين موتي وبين موت مبارك المنتظر هو أني لا اغتصب السلطة في بلد عريق لأحولها لعزبة قابلة للتوريث .. ولا أتمسك بالحكم وانا في عقدي التاسع كما يتمسك طفل صغير بلعبة اخوه الأكبر منه قبل أن يكسرها ، لو مت فربما تحزنون لأنكم اصدقائي ... وربما لن يعنيكم الأمر .. لكن مكاني الذي سيشغر لن يكون مطمحا لأنه هامش صغير على حافة عوالمكم .. ربما لا يضر .. ربما لا يفيد ..حينما أموت لن أفتقد السلطة ولا الهيلمان .. ولا العرش .. ولا نفاق المنافقين .. ولا القوة .. حينما اموت سافقد الغربة .. وسأفقد متاعبي التي احبها .. غلاسات المديرين .. طلبات الأولاد التي لا تنتهي .. اضطراري اليومي للاستيقاظ مبكرا رغم احتياجي لنص ساعة زيادة نوم .. نوبات الصداع .. احلامي التي لم احققها ..سافقد حياتي التي احبها .لا شماتة في الموت لكنه في القاموس المصري ضرورة ديموقراطيةلا شماتة في الموت .. لكن بدون توريث البقاء لله .

2 comments:

صوت من مصر said...

حنان اتمنيت الموت لشخص واحد
واتمنين الحياه للناس اجمع
زمان كنا نقول ان مشكله مصر هى اننا بنوهم نفسنا بالعدو الاوحد اسرائيل دلوقتى اصبحوا اتنين السلطه ( مبارك ) واسرائيل
اتمناله الموت

micheal said...

ربنا يستر
كل شيء جايز في البلد دي
وربنا يرحم الولد ويصبر أبوه وأمه ويكفينا بلاوي جده
تحياتي